آخر الأخبار

عملية إيرانية”معقدة” لاختطاف معارض! تتبُّع هاتفه كشف أنه اعتقل في دبي ثم نقل إلى عمان ثم طهران

اختطفت إيران عضواً بمجموعة إيرانية مسلحة معارضة في المنفى ومقيماً بولاية كاليفورنيا الأمريكية بينما كان موجوداً في دبي، وذلك بحسب ما قالت أسرته الثلاثاء 4 أغسطس/آب. 

فيما قالت وكالة أسوشييتد برس الأمريكية إن بيانات موقع الهاتف المحمول، التي اطلعت أسرة جمشيد شارمهد الوكالة عليها، تؤكد ما يُشتَبَه بكونها عملية اختطاف عابرة للحدود، وتشير البيانات إلى أنَّه نُقِل إلى الجارة عُمان قبل التوجه إلى إيران.

في حين لم تقل إيران كيف اعتقلت شارمهد، وأنَّ الإعلان جاء على خلفية تحركات سرية قامت بها إيران وسط تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة، وفق ما قال تقرير لشبكة ABC News الأمريكية.

اتهامات إيرانية لمعارض سياسي: تتهم إيران شارمهد (65 عاماً) بالتخطيط لهجوم وقع عام 2008 على مسجد وأسفر عن مقتل 14 شخصاً وإصابة ما يزيد عن 200 آخرين، إلى جانب تدبير اعتداءات أخرى عبر مجموعة “جمعية مملكة إيران” المغمورة وجناحها العسكري “تندر”. وبثَّت طهران مقابلة اعتراف له على التلفزيون الحكومي.

لكنَّ أسرته تُصِرّ على أنَّه لم يعمل إلا متحدثاً باسم المجموعة ولا شأن له بأي هجمات في إيران. وكان شارمهد استُهدِف بالفعل في ما يبدو أنَّها محاولة اغتيال إيرانية على الأراضي الأمريكية عام 2009.

فيما لم تخض وزارة الاستخبارات الإيرانية في تفاصيل كيفية اعتقال شارمهد، باستثناء نفيها أنَّه اعتُقِل في طاجيكستان.

من جانبه قال نجل شارمهد، شايان شارمهد، إنَّ والده كان في دبي يحاول السفر إلى الهند من أجل صفقة عمل. وأضاف أنَّ الأسرة تلقَّت آخر رسالة منه يوم 28 يوليو/تموز 2020 ، ولم يعد يرد على الاتصالات والرسائل منها بعد ذلك.

بيانات هاتفية: وتُظهِر بيانات موقع الهاتف هاتفه المحمول ذلك اليوم في فندق Premier Inn Dubai International Hotel، حيث كان يقيم.

وليس واضحاً كيف تم الاختطاف. وقال أحد مسؤولي تشغيل الفندق إنَّ شارمهد أنهى إقامته يوم 29 يوليو/تموز. وتُظهِر بيانات التتبُّع أنَّ هاتف شارمهد سافر جنوباً من دبي إلى مدينة العين يوم 29 يوليو/تموز، وعبر الحدود إلى سلطنة عُمان وبقي ليلاً بالقرب من مدرسة إسلامية بمدينة البريمي الحدودية. وأظهرت بيانات التتبُّع أنَّ الهاتف سافر في 30 يوليو/تموز إلى مدينة صحار الساحلية العُمانية، وهناك توقفت الإشارة.

في حين أعلنت إيران بعد يومين أنَّها ألقت القبض على شارمهد في “عملية معقدة”. ونشرت وزارة الاستخبارات صورة له وهو معصوب العينين.

حيث قال نجله إنَّه يعتقد أنَّ والده في اللقطات التي بثَّها التلفزيون الحكومي كان يقرأ بسرعة أيَّ ما كانت إيران تريده.

عمليات استخباراتية ايرانية: ويعتقد المسؤولون الغربيون أنَّ إيران تدير عمليات استخباراتية في دبي وتُخضِع مئات الآلاف من الإيرانيين المقيمين هناك للمراقبة. ويُشتَبَه أنَّ إيران اختطفت، ولاحقاً قتلت، المواطن البريطاني-الإيراني عباس يزدي في دبي عام 2013، ولو أنَّ طهران تنفي تورطها.

ولا يتمثَّل الأمر فقط في كون إيران لها حضور في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، التي تستضيف 5 آلاف جندي أمريكي إلى جانب احتضانها أكثر موانئ التوقف التي تستخدمها البحرية الأمريكية خارج الولايات المتحدة، بل تدير وزارة الخارجية الأمريكية أيضاً مكتبها الإقليمي الخاص بإيران في دبي.

ولطالما كانت فنادق دبي هدفاً لعملاء الاستخبارات، كما حدث في ما يُشتَبَه بأنَّها كانت محاولة اغتيال من جانب الموساد الإسرائيلي للقيادي بحركة حماس الفلسطينية محمود المبحوح عام 2010. واستثمرت دبي وبقية الإمارات المزيد في شبكة مراقبة واسعة.

تواصل مع الحكومة الألمانية: في الوقت الحالي، تقول أسرة شارمهد إنَّها تواصلت مع الحكومة في ألمانيا، التي يحمل جنسيتها، والحكومة الأمريكية لأنَّه عاش لسنوات في أمريكا وكان في طريقه للحصول على الجنسية بعد محاولة الاغيتال في 2009.

ووفقاً لوزارة الخارجية الألمانية في برلين، طلبت السفارة الألمانية في طهران من السلطات الإيرانية إمكانية التواصل القنصلي مع شارمهد، على أمل أن تفهم كيف اعتُقِل. لكنَّ إيران لا تسمح بالتواصل القنصلي مع مواطنيها مزدوجي الجنسية، مُعتَبِرةً إياهم مواطنين إيرانيين فقط.

من جانبها اعترفت الخارجية الأمريكية، التي أشارت خطأً إلى شارمهد في تقرير سابق لها باعتباره مواطناً أمريكياً، باعتقاله وقالت إنَّ إيران “لديها تاريخ طويل من اعتقال المواطنين الإيرانيين والأجانب على أساس اتهامات زائفة”.

وفي حين لم تعلن إيران بعد الاتهامات التي يواجهها شارمهد، فقد أُدين وأُعدِم معتقلون آخرون على خلفية تفجير 2008. وقال نجل شارمهد إنَّ والده يعاني من داء باركنسون (الشلل الرعّاش)، إلى جانب السكري ومشكلات في القلب بما يتطلَّب علاجاً ومتابعة دقيقة.

كما أضاف: “إنَّه في خطر كبير. وجميعنا قلقون للغاية”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى