آخر الأخبار

الناس بدأوا بقتل الحيوانات المُهدّدة بالانقراض من أجل الغذاء.. فيروس كورونا يدمر الاقتصاد الكيني ويخلف ملايين الجوعى

قالت صحيفة The Telegraph البريطانية إن الناس بدأوا في قتل الحيوانات البرية المُهدّدة بالانقراض من أجل الغذاء في أجزاءٍ من كينيا حيث كان الضرر الاقتصادي الناجم عن جائحة فيروس كورونا كارثياً.

 الأسبوع الماضي، انطلق مراسلو صحيفة The Telegraph البريطانية في رحلةٍ مع الحراس داخل محمية تسافو الطبيعية، المنطقة التي تتجاوز مساحتها مساحة ويلز في جنوب شرق كينيا، ليعثروا على زرافة ماساي جرّدها الصيّادون من لحم الطرائد.

 قطع الصيادون نحو طنٍ من لحم الطريدة -الذي تُقدّر قيمته بنحو ألف دولارٍ أمريكي-، ونقلوه على الدراجات الهوائية لأكله في المنزل وبيعه داخل الأسواق المحلية على أنّه لحمٌ بقري. لدرجة أنّهم قطعوا الخصيتين وأخذوها، من أجل استعمالها على الأرجح في العلاجات الصينية التقليدية لضعف الانتصاب.

 تعتمد الكثير من جهود الحفاظ على البيئة في إفريقيا على السائحين الدوليين الأثرياء الذين يصلون جواً للتحديق في الطرائد عبر الكاميرات الضخمة والمناظير التي يندر استخدامها.

 لكن مع بدء انتشار الجائحة داخل أوروبا في أواخر مارس/آذار، قرّرت حكومة كينيا إغلاق البلاد عن العالم الخارجي وفرضت حالة إغلاقٍ شديدة تمنع السفر بين مُختلف المناطق داخل البلاد.

قُضِيَ على قطاع السياحة، الذي يُمثّل نحو 9% من إجمالي الناتج المحلي الكيني، بين عشيةٍ وضحاها. فبحلول أواخر يونيو/حزيران، قالت وزارة السياحة في البلاد إنّ أكثر من 80% من مُشغلي السياحة في البلاد منحوا موظفيهم إجازةً غير مدفوعة الأجر.

بينما قال بيتر رانجي، مدير حيازة مارونغو في محمية تسافو، آسفاً: “ارتفع معدل الفقر منذ مغادرة السائحين. وازدادت عمليات اقتحام المنازل. وبدأ الشباب في سرقة الأغنام والدجاج. وهناك الكثير من حالات التسرّب من المدارس والحمل في سن المراهقة”.

 يقول دعاة الحفاظ على البيئة الآن إنّ معدلات الصيد غير الشرعي التجاري وصيد لحوم الطرائد ارتفعت في الكثير من مناطق كينيا، بالتزامن مع كفاح العديد من المجتمعات الريفية -التي لا تتلقى أيّ مساعدة من الحكومة تقريباً- من أجل إطعام نفسها.

 ليست المشكلة محصورةً في تسافو فقط. ففي يوليو/تموز سجّلت منظمة Mara Elephant Project غير الحكومية أعلى معدلات قطع الأشجار غير المشروع وصُنع الفحم منذ إنشائها، علاوةً على زيادةٍ “مُثيرةٍ للقلق” في الصيد غير القانوني للحوم الطرائد داخل غابة ماو الكينية.

بينما يقول جيوف مايز، الذي عمل مرشداً سياحياً خاصاً في رحلات السفاري بطول شرق وجنوب إفريقيا طيلة 28 عاماً: “وفقاً لما رأيته منذ بداية كوفيد، فقد جرى تسريح عددٍ كبير من العاملين في قطاع السياحة، إلى جانب زيادةٍ في الصيد غير القانوني بالمعدل ذاته تقريباً”.

كينيا أعادت فتح مجالها الجوي مطلع الشهر الجاري على أمل عودة السياح الدوليين من جديد لمشاهدة الهجرة السنوية الكبيرة للملايين من حيوانات النو، والحمير الوحشية، والغزلان بطول سهول محمية ماساي مارا الوطنية في اتّجاه تنزانيا. ولكن السياح لم يأتوا مع الأسف رغم اتّخاذ تدابير الوقاية من كوفيد-19.

مُدير أحد معسكرات الأدغال الفاخرة قال في محمية ماساي مارا للصحيفة البريطانية إنّ العديد من النزل لا تزال مُغلقة، وإنّ النزل التي فتحت أبوابه تعمل بـ10% من سعتها فقط وتتقاضى جزءاً بسيطاً من أسعارها الاعتيادية.

بالنسبة للرقيب فيليب كورسا والشرطي بول ساميري، الحراس في محمية ماساي مارا، فإنّ النقص الحاد في السياح سيئ بشكلٍ مضاعف. إذ قالوا: “حين لا يكون لدينا كافة تلك السيارات السياحية التي تسير في كل مكان، فهذا يعني أنّ عيوننا على الأرض باتت أقل. كما يعني أنّ علينا أن نتواجد في كل مكان”.

بالعودة إلى تسافو، تحسّس الحارس سيمون كيبسانغ طريقه ببطء وسط البقايا الملطّخة بالدماء، ثم انحنى ووضع يده فوق رأس الجرافة المقتولة. وقال بحنو: “لم يكُن لهذا الحيوان أعداءٌ في الطبيعة. أنا أشعر بألم شديد”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى