ثقافة وادب

على مدى 8 سنوات.. أبرز محطات الغزل السياسي الذي سبق تطبيع الإمارات مع إسرائيل

في مساء الخميس 13 أغسطس/آب 2020 وعبر اتصال هاتفي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اتفاقية بين أمريكا وإسرائيل ودولة الإمارات، بداية التطبيع الكامل مع “حليفَي أمريكا”. الخطوة التي وصفها بـ”التاريخية” جاءت ختاماً لعقود من العلاقات الإماراتية الإسرائيلية السرية.

أعلنها أولاً ترامب عبر حسابه على تويتر، وأتبعه نتنياهو بتغريدة هو الآخر على تويتر بدقائق، ثم نشرت الوكالة الرسمية الإماراتية إعلان الاتفاقية التي ستغير مصير المنطقة. (يمكن الاطلاع على بنود الاتفاق على تقرير “عربي بوست” المفصل). 

نستعرض في هذا التقرير محطات في تاريخ العلاقات الإماراتية الإسرائيلية، إذ شهد العام 2019 تحديداً تطورات عديدة وتسارعاً في الأحداث جعل التطبيع أمراً حتمياً ومسألة اختيار الوقت المناسب لإعلانه.

إسرائيل توقع معاملات لمشاركتها في معرض الاكسبو بدبي https://t.co/TAYnakeRgv

تطبيع فضائي:

تعايش مميز في الفضاء

تنطلق رائدة الفضاء جيسيكا مائير المولودة لأب اسرائيلي، حاملة العلم الإسرائيلي في مركبة الفضاء في شهر ايلول القادم، في نطاق مهام ناسا. سيكون على متن المركبة ولأول مرة من الامارات رائد الفضاء هزاع المنصوري (حقوق التصوير: ناسا) pic.twitter.com/0GdmsctTpA

تطبيع رياضي:

أهلا وسهلا بفريقي الإمارات والبحرين اللذين يشاركان في سباق طواف إيطاليا @giroditalia الذي تستضيفه إسرائيل لأول مرة والذي سينطلق اليوم من أورشليم. pic.twitter.com/4dH0Ca7BOX

وقد بادر إلى هذه الخطوة وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينس، الذي قدَّم المقترح للاتحاد الأوروبي في مؤتمر بالعاصمة الإماراتية، التي وافقت على المقترح، وخصصت 100 مليون دولار لهذا الغرض، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.

أرحب بالتقارب الذي يحدث بين إسرائيل والكثير من الدول العربية. لقد آن الأوان لتحقيق التطبيع والسلام. https://t.co/BteIBnor1b

في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، كان الإعلان شبه الرسمي من طرف واحد فقط، إذ أعلنت الخارجية الإسرائيلية افتتاح ممثلية دبلوماسية لـ”تل أبيب” لدى وكالة الأمم المتحدة للطاقة المتجددة “إيرينا”، التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، في الوقت الذي أكدت فيه الإمارات وقتها عدم وجود علاقات دبلوماسية بين الطرفين، إلا أن الخطوة اعتُبرت بدايةً للتطبيع الناعم من بوابة العلاقات التجارية والاقتصادية.

خلال زيارته للعاصمة الإماراتية أبو ظبي، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس: “أنا متحمس للتواجد هنا في أبو ظبي…

سبق هذا الإعلان في عام 2014 توقيع اﻹمارات عقداً مع شركة Verint Systems المتخصصة في الأمن الإلكتروني، والتي تُدار من إسرائيل، بقيمة أكثر من 100 مليون دولار.

وباعت شركة NSO Technologies Ltd الإسرائيلية برنامجها الخاص بالمراقبة إلى الإمارات، بحسب ما أكدته صحيفة Forbes. ومن الجدير ذكره أن هذه الشركة تورطت في اختراق 1400 حساب Whatsapp لناشطين ومعارضين معظمهم عرب، بحسب ما أعلنته شركة واتساب في العام 2019.

وكانت صحيفة أمريكية ذكرت أن إسرائيل “زودت الإمارات بآلاف الكاميرات، ومجسات إلكترونية، وأدوات إلكترونية متخصصة في قراءة لوحة الترخيص للسيارات، وتم تنصيبها على طول الحدود وفي مناطق واسعة بأبوظبي، وغالبيتها تمت صناعتها وتطويرها في إسرائيل”.

كل هذه الإعلانات كانت تتجاهلها السلطات الأمريكية، تاركةً التسريبات الإسرائيلية بلا تأكيد ولا نفي.

في 28 سبتمبر/أيلول عام 2012، وعلى هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، التقى وزير الخارجية الإماراتي، عبدالله بن زايد، مع نتنياهو، بحسب صحيفة “هآرتس“، وتحديداً في فندق “ريجنسي”.

وذكرت الصحيفة أن اللقاء تأخر سنتين عقب اغتيال القيادي في حماس، محمود المبحوح بدبي عام 2010. وبحسب المصادر التي سرَّبت الخبر، فإن اللقاء تمحور وقتها حول المسألة الإيرانية والتهديد الذي تشكله لدول الخليج وإسرائيل، الاتحاد الذي سيشكل نواة لنحو عقد من التقارب الخفي انتهى بإشهاره في 13 أغسطس/آب 2020.

في الواقع، فإن عدة دول خليجية، بعد اتفاقية أوسلو بين الفلسطينيين والإسرائيليين عام 1993، ارتبطت مع إسرائيل بنوع من العلاقات وفق حسابات خاصة بكل دولة على أسس حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية، بحسب حدود ما قبل 5 يونيو/حزيران 1967.

ولكن تاريخ العلاقات الإماراتية الإسرائيلية”السرية” خارج إطار الدبلوماسية الرسمية طويل، إذ اتخذت على عاتقها في العقد الماضي أن تقود حافلة التطبيع قبل إعلانه رسمياً.

وما التعهد الذي قدَّمه بن زايد في الاتفاقية بأن يقود جهود إقناع الدول المحيطة، بالتطبيع هي الأخرى، إلا إقرار بما كانت تتناقله وسائل الإعلام طوال السنوات الماضية، وسط صمت رسمي مدوٍّ.

ويعتقد مراقبون أن التحول الأبرز في العلاقات الإماراتية الإسرائيلية تعاظَم بعد وصول رجل الأمن الفلسطيني السابق، محمد دحلان، إلى الإمارات، في أعقاب فصله من منظمة التحرير الفلسطينية، في يونيو/حزيران 2011، وتعيينه مستشاراً أمنياً لولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد.

وكان قد تم فصله من المنظمة؛ على خلفية تورطه في ملفات فساد مالي وتعاون سري مع إسرائيل، عندما كان قائداً للأمن الوقائي بقطاع غزة بين عامي 1994 و2001، ثم مستشاراً للأمن الوطني في السلطة الفلسطينية ومناصب أخرى بمنظمة التحرير.

وبهذا الاتفاق تصبح الإمارات ثالث دولة ذات علاقات مع إسرائيل بعد مصر والأردن.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى