ثقافة وادب

ابنة لبنان التي أنهت عزوبية أوسم نجوم هوليوود.. من هي أمل علم الدين؟

ابنة لبنان أمل علم الدين، أو أمل كلوني، كما يعرفها العالم الغربي باسمها الجديد الذي باتت تعرف به منذ 2014 بعد زواجها بنجم هوليوود جورج كلوني -لم تنس بلدها في أزماته، رغم أن إحداها أجبرتها هي وعائلتها على مغادرة لبنان أول مرة في الثمانينيات. إذ تبرع آل كلوني بـ 100 ألف دولار لثلاث جمعيات خيرية في لبنان، لمساعدة أبناء بلدها في تجاوز تبعات الدمار الكبير الذي خلَّفه انفجار مرفأ بيروت.

المحامية والحقوقية الشهيرة لها قصة نجاح وإصرار ملهمة حقاً، فالطفلة التي هاجرت وتركت بيتها وبلدها بسبب الحرب الأهلية أصبحت إحدى أبرز المؤثرات في المجال الحقوقي، ولها أيضاً مكانتها المرموقة في عالم هوليوود بين النجوم.

أمل علم الدين (عمرها 42 عاماً) هي لبنانية الأصل، ولدت في بيروت في سنوات الحرب الأهلية اللبنانية (1975 :1990) وتحديداً في فبراير/شباط عام 1978، عاشت في لبنان عامين خلال الحرب، حتى قرروا ترك قصر جد أمل (في حي “رأس الجاموس” الواقع على تلة من التلال السبعة في بلدة بعقلين) والسفر إلى المملكة المتحدة، حيث عاشت طفولتها وأكملت دراستها.

والدها؛ رمزي علم الدين، أحد شيوخ الدرزية في بلدتهم بعقلين، حصل على ماجستير إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية في بيروت، وعمل رجل أعمال في مجال السياحة، وافتتح وكالة كوميت COMET للسياحة.

أما والدتها؛ بارعة مكناس فيعود أصلها إلى عائلة سنية من طرابلس في شمال لبنان، وهي صحافية وعملت محررة الشؤون الخارجية في جريدة “الحياة”. وكانت أمل هي آخر ثمرة زواج والديها، فلها أخت شقيقة تدعى تالا، وأخان غير شقيقين وهما سامر وزياد (من الزواج الأول لوالدها)، وفق موقع Biography.

تعلمت أمل في إنجلترا حتى حصلت على منحة لدراسة القانون في كلية سانت هيو في أكسفورد، وكانت أمل متفوقة في دراستها حتى إنها حصلت على جائزة Shrigley وهي جائزة اعتبارية تمنح للمتفوقين في مجال الدراسات القانونية. 

بعد تخرجها من الجامعة في إنجلترا وحصولها على البكالوريوس في علم القانون في عام 2000 قررت أن تكمل في المسار الأكاديمي بضع سنوات أخرى، في العام التالي سافرت إلى أمريكا، والتحقت بجامعة نيويورك لدراسة ماجستير القانون.

عملت أمل التي تحمل ثلاث لغات (عربية وإنجليزية وفرنسية) في مجال دراستها منذ تخرجها وحتى الآن، بدأت العمل وهي تدرس الماجستير في أمريكا وكانت وقتها بعمر الـ23 عاماً، بعد إكمال فصل دراسي واحد من دراسة الماجستير بدأت العمل كاتبة قضائية في إطار برنامج الكتابة القضائية في محكمة العدل الدولية، إذ كانت كاتبة قضائية في محكمة الاستئناف في الولايات المتحدة للدائرة الثانية في مكتب سونيا سوتومايور (ترأس المحكمة العليا للولايات المتحدة حالياً).

انتقلت من نيويورك إلى لاهاي في العام 2004، حيث استمرت في العمل في الكتابة القضائية ومعاونة القضاة في محكمة العدل الدولية، وعملت مساعدة للقاضي فلادن س.فيريشيتين من روسيا، ونبيل العربي من مصر، والقاضي فرانكلين بيرمان من المملكة المتحدة. بعدها انتقلت إلى عمل آخر في لاهاي، حيث عملت في مكتب المدعي العام في المحكمة الخاصة بلبنان والمحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة. 

بعد 9 سنوات من العمل والدراسة في أمريكا، عادت إلى بريطانيا التي تحمل جنسيتها بالعام 2010، حيث عملت في لندن محامية دفاع في مجموعة دوتي ستريت تشامبرز (نقابة محامين إنجلترا وويلز). ومنذ 2013 بدأت في العمل مع أكثر من لجنة من لجان الأمم المتحدة.

إذ عملت مستشارة في الشأن السوري لموفد الأمم المتحدة والجامعة العربية في سوريا والأمين العام السابع للأمم المتحدة كوفي عنان، كما عملت مستشارة قانونية لمقرر الأمم المتحدة الخاص بتعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية في سياق مكافحة الإرهاب بن إيمرسون.

عملت أمل علم الدين أيضاً في التدريس، إذ كانت عضوة وزائرة في هيئة تدريس زائر وزميلة رفيعة المستوى بمعهد حقوق الإنسان بكلية الحقوق في جامعة كولومبيا في فصلي الربيع بالعام 2015 و2016، كما حاضرت الطلاب في القانون الجنائي الدولي في مدرسة الحقوق في مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية في لندن SOAS، وحاضرت أيضاً في جامعة ذا نيو سكول بنيويورك، وأكاديمية لاهاي للقانون الدولي، وجامعة ولاية كارولينا الشمالية في تشابل هيل.

“اعتقال المعارضين لا يقلل المعارضة، بل يسهم في زيادتها” – أمل كلوني

أمل تركت بصمتها في أكثر من قضية حقوقية، حتى إنها خافت أن تواجه خطر الاعتقال في مصر بسبب مشاركتها في إعداد تقرير للجنة الدولية للمحامين في شباط/فبراير 2014، تضمن تساؤلات حول استقلالية القضاة والمدعين العامين في مصر.

أعلنت كلوني عن خوفها هذا قبيل عزمها زيارة القاهرة -نفت السلطات منعها من دخول أراضيها- في خضم دفاعها عن صحفي الجزيرة الإنجليزية محمد فهمي الذي تنازل عن جنسيته المصرية ليتم ترحيله إلى كندا التي يحمل جنسيتها، وصدر قرار بحبسه 3 سنوات، وخسر الاستئناف على الحكم، وأعلنت وقتها أنها حصلت على تعهدات بالإفراج عن موكلها ولم تنفذ لذلك تريد زيارة مصر ولقاء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أو مسؤولين بالحكومة لمناقشة قضيته، واستمرت القضية حتى أفرج عن فهمي وزملائه ضمن عفو رئاسي عن معتقلين، وطالبت وقتها بلقاء وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

اختيرت أمل في أغسطس/آب 2014، لعضوية لجنة ثلاثية تابعة للأمم المتحدة للبحث في الانتهاكات المحتملة للحرب على قطاع غزة خلال حرب 2014، لكنها رفضت المنصب معللة ذلك بأن انشغالها في لجان أخرى يحول دون ذلك، وفق صحيفة The Guardian  البريطانية.

شاركت أمل في قضايا أخرى قبل وبعد ذلك، بينها القضية المتعلقة بالنزاع الحدودي الكامبودي التايلاندي في العام 2011، كما شاركت في 2014 في إعادة مجموعة تماثيل إلجين الرخامية، وهي تماثيل يونانية قديمة إلى اليونان بعدما كانت جزءاً من مجموعة المتحف البريطاني منذ عام 1816، وعملت أيضاً مستشارةً لملك البحرين فيما يخص اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق.

وفي 2015، حركت دعوة ضد الحكومة أمام فريق الأمم المتحدة العامل المعني بالاحتجاز التعسفي بشأن استمرار احتجاز غلوريا ماكاباغال أرويو، رئيسة جمهورية الفلبين سابقاً، وفي 2016 انضمت لفريق الدفاع عن محمد نشيد رئيس جمهورية المالديف، بسبب استمرار خضوعه للاحتجاز التعسفي (حكم بسجنه 13 عاماً في حكم رفضته منظمة العفو الدولية).

كما دعمت الناشطة العراقية الأيزيدية نادية مراد في 2016، وطالبت في خطاب أمام مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لمناقشة القرار الذي اتخدته بتمثيل نادية مراد وذلك لاتخاذ إجراء قانوني ضد زعماء تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). 

”التقينا في حضور والدَي، قضينا جميعاً وقتاً ممتعاً وأطلنا السهر في هذه الليلة” – جورج كلوني 

تعرف نجم هوليوود جورج كلوني (59 عاماً) على زوجته الحالية أمل في يوليوتموز عام 2013، عن طريق صديق مشترك لهما. كلوني أفصح عن هذه التفاصيل بعد 3 سنوات من زواجهما في لقاء مع برنامج My Next Guest Needs No Introduction الذي أذيع على موقع Netflix.

قال كلوني: “كان الأمر عجيباً، فقد تعرفت على أمل عن طريق صديق مشترك كان يود زيارتي فاقترح إحضار أمل معه. ولم أمانع بل رحبت بالفكرة تماماً ثم تلقيت مكالمة من وكيل أعمالي قال لي من خلالها أنه قابل هذه المرأة التي ستحضر إلى منزلي وأنه متأكد أنني سأتزوجها فيما بعد”. 

وللصدفة كان والدا جورج موجودين معه في منزله المطل على بحيرة كومو بإيطاليا وقضيا وقتاً ممتعاً في هذه الأمسية. يومها تبادل الاثنان عناوين البريد الإلكتروني لتبادل الصور التي التقطاها في الأمسية، وقال جورج: “بدأنا بعد هذه الليلة مراسلة بعضنا البعض ولم أعلم إذا ما كانت ترغب في الخروج في موعد معي لأني اعتقدت أننا مجرد أصدقاء”. 

لكن التواصل استمر وقويت علاقة الثنائي وخطبها في أبريل/نيسان 2014، وحكى جورج أنه خطبها عندما كانا يتناولان العشاء في المنزل، حيث أمل أخذت العلبة الموجود بها خاتم الخطوبة وفتحتها لتجد خاتماً بها، وأخرجته ثم نظرت إليه وقالت “هذا خاتم” وعندها جثا على ركبته قائلاً لها: ‘”لا أستطيع تخيل حياتي بدونك”. ثم أعلنا الزواج بعد 4 أشهر فقط، وتزوجا في مدينة فينيسيا الإيطالية وزوجهما رئيس بلدية روما السابق.

وبسبب الاختلافات الدينية، وقع الثنائي تحت سيل من انتقادات الصحف، بعضها دفع كلوني للرد بنفسه، إذ انتقد بشدة صحيفة التابلويد البريطانية Daily Mail وقال إنها “تجاوزت الحدود” بسبب زعمها رفض والدة أمل الخطبة لأسباب دينية، وهو ما اعتذرت عنه الصحيفة فيما بعد.

Attentive family woman, Amal Clooney proves she’s a hands-on mum as she carries her daughter, while gorgeous husband, George, 57, holds their son after touching down in Italy. Original at https://t.co/cL1yztPJNa via @DailyMailCeleb pic.twitter.com/ppr701TG5H

في النهاية، تزوج الثنائي، وأثمر حبهما عن التوأم إيلا وألكسندر، في يونيو/حزيران 2017. وهما كما يبدو حريصان عن إبعاد الأمور الأسرية والشخصية عن الأضواء، وهكذا يفعلان مع توأميهما.

Amal and George Clooney’s twins are seriously stylish https://t.co/e5Z5bDVfgj pic.twitter.com/NNWRpOW2ZY

بالإضافة إلى صيتها الكبير في عالم القانون، فأصبحت خصوصاً بعد ارتباط اسمها بكلوني إحدى أبرز الشخصيات المعروفة في عالم الموضة، ورشحت لجائزة الموضة البريطانية في العام 2014 جنباً إلى جنب مع إيما واتسون وديفيد بيكهام، وفي عام 2019 أطلق الأمير تشارلز جائزة باسمها لتكريم الفتيات والشابات الملهمات في بريطانيا، وفق موقع Business Insider.

أيضاً للزوجين باع طويل في التبرع للمؤسسات الخيرية هنا وهناك، إذ تبرعا بمئات الآلاف من الدولارات لصالح الأطفال اللاجئين السوريين في لبنان، ولمحاربة العنصرية في أمريكا، وإرسال طالبات لبنانيات لإكمال دراستهن في أمريكا، كما ساعدا لاجئاً عراقياً يدعى ديفيد ليترمان في المجيء إلى الولايات المتحدة والاستقرار بها في قضية لاقت شهرة واسعة بالعام 2018، كما تبنيا كلب إنقاذ في منزلهما.

وللعلم، قدرت ثروة أمل وحدها بـ10 ملايين دولار في عام 2016، أما زوجها نجم هوليوود فقد قدرت ثروته بـ 500 مليون دولار بالعام 2020.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى