ثقافة وادب

نيوتن كان عبقرياً في الفيزياء.. لكنك لن تصدّق كيف اقترح معالجة الطاعون

قد يكون عالم الرياضيات والفيزياء الإنجليزي، إسحاق نيوتن، تميز باكتشاف نظرية الجاذبية، لكن يبدو أن عبقريته تعثرت قليلاً عندما حاول اقتحام مجال علاج الأوبئة، وإليك اقتراح نيوتن لعلاج الطاعون العظيم الذي حل بلندن!

اعتقد نيوتن أن مسحوق ضفدع الطين وقيئه يعالج المصابين بالطاعون الدملي!

كان علاج نيوتن الغريب مكتوباً بخط غير مقروء في صفحتين من ملاحظات غير منشورة دوّنها في كتاب De Peste عن الطاعون للطبيب البلجيكي يان بابتست فان هيلمونت والمنشور عام 1667. 

وقد عرضت دار المزادات الدولية Bonhams لتثمين الفنون الجميلة والتحف تلك الوثائق التاريخية للبيع عبر الإنترنت، في الفترة بين 3-10 يونيو/حزيران 2020. 

أوضحت هذه الملاحظات بالتفصيل اعتقاد نيوتن أنه يجب تجنب “الأماكن المصابة بالطاعون”، وهو الأمر الذي طبقته حكومات العالم المعاصر بمنع السفر الدولي في بداية انتشار جائحة فيروس كورونا. 

كانت هذه الملاحظة ذاتها منطقية إلى حد ما، غير أن علاجه للعدوى كان أقل منطقية، بحسب ما نشره موقع All That’s Interesting.

لكن عبقري القرن السابع عشر قال إن الطريقة “الأفضل” لعلاج الطاعون كانت بتعليق ضفدع طين “من ساقيه في مدخنة لمدة ثلاثة أيام”، وتجميع قيئه “مع الحشرات الكثيرة التي يحتوي عليها على طبقٍ من الشمع الأصفر”، ثم جمع “مسحوق ضفدع الطين مع فضلاته”؛ لصنع أقراص “تُوضع بالقرب من المنطقة المصابة” و”تقضي على العدوى”.

وبالقدر نفسه من افتقار اقتراح نيوتن لعلاج الطاعون إلى الأدلة، تزايدت في أوقات انتشار الجوائح العلاجات التي يُفترض فاعليتها مثل العلاج المقترح من نيوتن. 

على سبيل المثال، انخدع كثيرون بتصديق الشائعات القائلة إن الكحول عالي الدرجة يمكنه علاج فيروس كورونا في إيران. 

ومع ذلك، يحمل هذا الاكتشاف أبعاداً تاريخية. 

وفقاً لمتخصص الكتب في دار المزادات، دارين ساذرلاند: “تمثل ملاحظات نيوتن تلك الكتابات المهمة الوحيدة بشأن هذا الموضوع من قِبل أعظم عقل علمي في العالم”.

كان نيوتن طالباً في كلية ترينيتي، إحدى كليات جامعة كامبريدج، عندما أغلقت أبوابها كإجراء احترازي في مواجهة الطاعون الدبلي أو الدملي، وطُلب من الجميع حجر أنفسهم في المنازل. 

كان إسحاق نيوتن في أوائل العشرينيات من عمره عندما حل الطاعون العظيم بلندن. لم يكن بعدُ حائزاً لقب “سير”، أو عالماً معروفاً حتى، بل كان مجرد طالب جامعي عادي.

كانت مزرعة عائلته التي سكن فيها في تلك الفترة محاطة بالحقول والأشجار المثمرة. أمَّنت تلك البيئة الخصبة الظروف المناسبة ليتأمل نيوتن في محيطه الطبيعي، ويستنتج مما شاهده نظريات ستغير المعرفة إلى الأبد.

سُمي ذلك العام في تاريخ نيوتن العلمي “عام العجائب”، بعدما توصل لأعظم نظرياته الفيزيائية والرياضية، ومن ضمنها الجاذبية.

قتل الطاعون ما يقدَّر بنحو 100 ألف شخص في لندن خلال عامي 1665 و1666 فقط. 

عندما عاد نيوتن إلى كامبريدج لاستكمال دراسته في عام 1667، أصبح مهووساً بهذا المرض وبدراسة فان هيلمونت له.

ومن ناحية أخرى، يدرك دار بونهامز ميزة توقيت بيع تلك الوثائق، وقال إن هذه الملاحظات “لها أهمية بالغة بالنسبة لمجمل أعمال نيوتن، وهي أيضاً ذات مغزى عميق في السياق الراهن”.

تُركت هذه الملاحظات في الأصل لابنة أخت نيوتن، كاثرين كوندويت، بعد وفاته عام 1727. 

ظلت مجموعة وثائق نيوتن الضخمة لدى عائلته لمدة 145 عاماً، ثم تبرع سليله، إسحاق نيوتن والوب -الذي تصادف أيضاً أنه إيرل بورتسموث الخامس- بأعمال عالم الفيزياء لجامعة ترينيتي في عام 1872.

ولاهتمامها المنحصر في أبحاثه القائمة على الرياضيات والعلوم، باعت الجامعة عمل نيوتن المثير للجدل بشأن الكيمياء واللاهوت والفلسفة، والذي تضمَّن تحليله لعمل فان هيلمونت، إلى جهات خاصة جامعة للتحف في عام 1936.

وتابع ساذرلاند: “لم يكن هناك اهتمام كبير بكتاباته (الأخرى) حتى وقت قريب”، مضيفاً: “إنها حقاً حالة تمثِّل ظهور البطل عند الحاجة الماسة إليه، مع علاجه لدرء فيروس يسبب جائحة”.

كان السعر المقرر لبيع تلك ملاحظات اقتراح نيوتن لعلاج الطاعون بالمزاد العلني الذي عُقد بصورة حصرية على الإنترنت، يتراوح بين 80 ألفاً و120 ألف دولار كجزء من سلسلة مزادات Essential Genius: Ten Important Manuscripts.

استمر المزاد حتى 10 يونيو/حزيران 2020، وتضمن أيضاً مسودة موقَّعة بخط اليد للسطور الأخيرة من القصيدة الأخيرة التي كتبها الشاعر الأمريكي والت ويتمان بعنوان A Thought of Columbus.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى