اخبار إضافية

فلتقل خيرا أو فلتصمت

بقلم الإعلامى

أحمد شاكر

عصو مجلس ادارة فرع المنظمة فى فرنسا

عضو المجلس التأسيسى لمنظمة “إعلاميون حول العالم”

[10:05, 22.9.2019

باريس

حاولت ما وسعني الجهد أن أعثر على قواسم مشتركة بين الله،سبحانه وتعالى، الذي أعبده، وأحبه، وأثق في رحمته، ويغمرني نوره، ويصفح عن أخطائي، ويغفر لي ذنوبي، ويعد لي مكانا في ملكوته، وبين إله آخر يعبدونه ويقدسونه فهو رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الخارجية والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية ورئيس برلمان المهلبية وهلم جرا……ألخ

إلهي يقول لي على لسان رسوله الكريم، صلوات الله وسلامه عليه، والله لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وأتى بقوم آخرين يذنبون ويستغفرون الله فيغفر لهم، وهو، جل شأنه، يجد لي سبعين عذرا لذنب واحد، أما إلههم فيجد لهم سبعين ذنبا لهفوة صغيرة سقطت سهوا، ويعد عذابا القبر قبل عذاب يوم القيامة، فهو لا ينتظر يوم الحشر، ويرسل وزير داخليته وضباطه يعذبونهم عذابا يجعل عذاب القبر جنة بجانب عذاب ضباط أمن الدولة.

لا تلومنني يا صديقى.. فللقلوب عقائد غير التي في الأرض فلا يستعتب أو يلام على دين قلبه صب إخوتي المهمومين المحزونين إلى كل من ضاقت به الدنيا إلى كل من خذله الجميع ووقف وحيدا في وجه الهموم والغموم  إلى من يشعر بضيق في صدره فلا يكاد يتنفس  إلى من يعاني بسبب قلة التوفيق والرزق والمرض والزواج والظلم والحبس .. أيتها الأرض استقري ويا أقداري ترفقي كم مرة يفترض أن أموت حيا كي انتهي !!!

ما الذي يحدث من حولنا؟

ما تمر به ويمر بمصر والعالم يستحق ويستدعينا دائما للتأمل.. ولمراجعة أنفسنا ولمساءلتها ماذا فعلت وماذا أعدت للإصلاح والفلاح لأنفسنا ولمصر والعالم؟

ثمانية أعوام مضت ؛ إن لم نقل أكثر أو أقل قبل وبعد التاريخ الفاصل بين عهد الإستبداد والقهر والظلم والجبروت المسلط على شعب مصر ؛ أكثر من ثمانية أعوام مضت منذ الخامس والعشرين من يناير من عام ٢٠١١ ( ثورة ٢٥ يناير) …

وبين من يسميها ثورة ، وآخر يطلق عليها انتفاضة ، وثالث شيئا آخرا ؛ فإن مايعنينا في المقام الأول هو أنها رد فعل على ظلم وقهر واستبداد ..

وما يهمنا ويشغلنا بالأحرى إنما هو ماذا فعلنا وماذا نفعل منذ ومن قبل ومن بعد ذلك التاريخ المجيد ومنذ ذلك التحول التاريخي لمصر وللإنسان العربي إن لم نقل للإنسانية جمعاء ؟

لست أنا “من موقعي” من يحكم أو ينظر أو يقارن على من وبين من فعل ومن عمل ، ولكني هنا لأذكر ولأنادي ولأستنفر .. فالكمال لله وحده ، وقوي الخير أو من يدعي الإنتساب إليها (ضد قوي الشر) تحتاج ويحتاج من كل منا الإعداد والعمل والإجتهاد والصبر والمثابرة والتذكير ..

ومن بين هذه الدعائم وغيرها من دعائم النصر على الظلم والعنصرية والإستعباد ؛ عامل إصلاح الذات وإصلاح بين الذات ..

وهذه دعوة لي ولمن يريد أن يسير على خطى ثورة على وعلاج أمراض النفس وأمراض المجتمع وبخاصة الذين يزعمون ويريدون حمل راية وشعلة الإصلاح والثورة والعدل والمساواة .

الإتحاد قوة ، وغير ذلك من المبادئ التي نعرفها أو نسمع عنها إنما هي ولا محالة ومن غير شك من عوامل النصر لقوى الخير على قوى الشر ..

ومنها عدم الغيبة أو الظن السيئ والإنشغال بالنفس عن نقد وقدح والتقليل من شأن الآخرين أو تخوينهم ..

والتعارف والتصافح والتسامح  وملاقاة كل منا الآخر بقلب سليم ، وإصلاح السريرة والقلب والظاهر والباطن ؛ كل ذلك ليس بجديد (نظريا) علينا …

ولكن هلا طبقناه على أنفسنا ودعينا إليه الآخرين ممن نريد ونرجو من الله أن يكونوا معنا معتصمين ضد من نريد أن نثور عليهم ؟

وضد من نريد أن نلقنهم دروسا في الحياة وفي الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية ؟

أتساءل وأساؤل نفسى وأنادي وأدعو ..

أدعو للجلوس سويا بلا أنانية ، وبسريرة كعلانية ؛ وبنفس طيبة ذكية..

أدعو لتعارف أكثر ، وللتآلف ولمواجهة حرة صريحة عفيفة عن الغيبة والنميمة والظن أو الغيرة أو أي مرض من أمراض النفس..

أدعو للحوار وللوقار ، و للإتحاد بعيدا عن الإفساد ؛ إفساد عمل وسعي الآخرين ، أدعو للتسامح  والتصالح على أسس سليمة ، أدعو للتعاون والتكامل والإثار والإعمار ؛ إعمار النفس ثم إعمار المجتمع ..

أدعو لقول الخير ، أو فلنصمت على الأقل ياأحرار ويا ثوار 25 يناير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى