تقارير وملفات

حكام العرب.. بين الخيانة والتأمر

كاتب صحفي ومحلل سياسي
  دكتور محمد رمضان
نائب رئيس منظمة اعلاميون حول  العالم
الحكومات العربية منذ ان نالت استقلاها من الاستعمار وهي تسير خلف ظل مستعمريها في اعلان ضمني بالحنين الي الذل والعبودية .
فعلي مدار العقود الماضية تسير هاته الحكومات وفق سياسة سيد البيت الأبيض فما يقوله يطبق دون تفكير او نقاش .
وفِي تسعينيات القرن الماضي وضعت هاته الحكومات موارها وأرضها رهن لتصرفات البيت الأبيض فشنت حربا علي العراق تحت مسمي تحرير الكويت استخدم فيها اموال العرب وأراضهم لتدمير العراق وتجويع شعبه والأكثر من ذلك المشاركة في حصار شعب عربي استمر سنوات وبإرادة امريكية صهيونية لكسر إرادة العراق وحاكمه .
استمر هذا الوضع سنوات بقرار اممي ظالم وأطلقت حملة شعواء بان العراق يمتلك اسلحة “دمار شامل ”
انساق الجميع خلف هذه الأكذوبة واصبحت تتداول ليل نهار في المحافل الدولية وانتقلت عدواها الي اعلام العرب الذي تناولها بالمزيد من التضخيم والكذب حتي جعلوا منها أسطورة لنشر الرعب في الشعوب المجاورة .
ترجم هذا الوضع في استقدام مفتشين دوليين للكشف عن الاسلحةً المحرمة واستنزف العراق وأنتهكت سيادته وبعد مرور اعوام من التفتيش خرج المسوولين ليعلنوا خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل ، لكن سيد البيت الأبيض “بوش الابن” وحلفاءه الصهاينة شككوا في النتائج وأعلنوا انهم ذاهبون الي هناك لضرب العراق ونزع اسلحة الدمار الشامل التي لم يعثر عليها !
ورغم معارضةً دول دول كبري في مجلس الامن لشن هذه الحرب . الا ان إرادة هاته الدول عجزت عن منعها .

شنت امريكا وحلفاءها هجوما بكافة انواع الاسلحةً واستخدمت قواعدها المنتشرة في الخليج لضرب المدن العراقية وتدمير البنية التحتية من كباري وطرق ومحطات مياة وكهرباء ونجم عن ذلك خراب ودمار أعاد العراق الي الخلف عقود من الزمن ،
واحتل العراق واستباحت المحرمات ونهبت خيراته ودمرت حضارته وسرقت أرصدته من الذهب .

انتظر العالم ان يري اسلحة الدمار الشامل التي شنت من اجلها الحرب ! لكن لا اثر لها فلماذا شنت الحرب ؟

وبعد مرور اكثر من ستة عشر عاما خرج سيد البيت الأبيض دونالد ترامب ليعترف “بان الحرب التي شنت علي العراق كانت خطا فادحا وأسلحة الدمار الشامل اكذوبة تم دحضها “

اعتراف يضع الحكام العرب في موضع المسائلة فهم من روجوا لضرب العراق والتخلص من صدام وهم من شاركوا في حصاره وفتحوا قواعدهم العسكرية للقوات الامريكية لشن الغارات الوحشية علي الشعب العراقي فهل يعترفوا باخطائهم في حق العراق ؟
وهل تعلموا الدرس مما حدث ؟
الأخطاء تكررت مع دول عربية اخري عقب انطلاق قطار الربيع العربي في تونس نهاية عام 2010 وبصورة مختلفة ضد الشعوب التي ارادت ان تنعم بحقها في الحياة والحرية فتواطئت الانظمة الاجرامية علي مصر واليمن وسوريا وليبيا وحولت ربيعها الي خريف ، فقضت علي حلم هاته الدول في التجربة الديمقراطية ،

فالأنظمة العربية المعادية لحرية الشعوب انفقت المليارات لوئد الحلم ظننا ان الأمل انتهي لكن الحقيقة التي يعلمها القاسي والداني ان الشعوب باقية والحكام زائلون ومن لدية الأمل في غد افضل لن يتنازل عنه مهما كثرت المؤامرات وتعاظم شان الخونة .
فالأنظمة العربية لم تتعلم من دروس الماضي لانهم فاقدي الارادة اصبحوا ادوات في يد من يمتلك القرار ويضمن لهم البقاء علي حساب شعوبهم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى