رياضة

الفارق 370 مليون دولار.. معاقبة لاعبات فريق نسائي رفعن قمصانهن للمطالبة بالمساواة في الأجور بين الجنسين

كانت مفاجأة مربكة للاعبات فريق كرة القدم بإحدى المدارس الثانوية بولاية فيرمونت الأمريكية، حين عوقبن عند محاولة إيصال رسالتهن التي حملنها على قمصان ارتدينها أسفل قمصانهن الرياضية.    

صحيح أن حكَم المباراة التي شاركن فيها منح بعض اللاعبات بطاقة صفراء لحمل شعارات تتعارض مع قواعد الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، لكنهن على الأقل شعرن بالرضا عندما تداولت أغلب وسائل الإعلام العالمية رسالتهن.     

القصة تعود إلى يوم الجمعة 18 أكتوبر/تشرين الأول، وقبل 3 دقائق من انتهاء المباراة، التي أقيمت بين فريق Seahorses في مدرسة برلنغتون الثانوية، وفريق Wolves لمدرسة ساوث برلنغتون الثانوية، سجلت هيلين وردين (17 عاماً) كابتن فريق Seahorses هدفاً ليتفوَّق فريقها على منافسه .     

ومع انفجار صيحات الاحتفال من مقاعد الجماهير، ركضت فتيات فريق Seahorses بحماس إلى حيث مقاعد الجماهير للاحتفال بالهدف.

وعندها، رفعت 4 من اللاعبات قمصانهن الرياضية للكشف عن رسالة خفية تحمل عبارة EQUALPAY# (المساواة في الأجور بين الجنسين).

وتسببت هذه الخطوة في معاقبة جميع اللاعبات الأربع ببطاقة صفراء من الحكم، على الرغم من أنَّ الجماهير لم تعترض على ما فعلنه.

وقالت عضو الفريق ليديا شيسر، 14 عاماً، في تصريح لشبكة CNN: «منح الحكام بطاقات صفراء لهؤلاء الأربع، وعندها بدأت الجماهير تهتف: (المساواة في الأجور.. المساواة في الأجور) مثلما حدث في كأس العالم للسيدات هذا الصيف».

وقالت ليديا، الطالبة بالسنة الأولى في المدرسة الثانوية، إنَّ قواعد ولاية فيرمونت الرياضية لا تسمح للاعبين بارتداء ملابس تعرض شعارات.

وأضافت أنَّ الفتيات استلهمن ما فعلنه من الفريق الوطني للسيدات في الولايات المتحدة و «جهودهن لتحقيق المساواة بين الجنسين في الأجور عن اللعب المتكافئ».

يُذكر أنَّ لاعبات المنتخب الأمريكي، الذي فاز بكأس العالم للسيدات في يوليو/تموز الماضي، أعربن عن آرائهن بصراحة بشأن مجموعة من القضايا الحقوقية، بما في ذلك الفجوة في الأجور بين الجنسين في الرياضة. وبعد فوزهن على هولندا بهدفين مقابل لا شيء، هتف الجمهور: «أجور متساوية».

ويمتد التفاوت في الأجور إلى كأس العالم؛ ففي دورة 2019، بلغت قيمة الجوائز 30 مليون دولار لجميع الفرق، 4 ملايين دولار منها خُصِصت لبطل النهائي وهو الفريق الأمريكي. 

في المقابل، في عام  2018، بلغت جائزة كأس العالم للرجال 400 مليون دولار، وحصلت فرنسا الفائزة في البطولة على 38 مليون دولار.

ومدفوعات بمشاعر الإحباط من هذا التفاوت، عقد فريق Seahorses شراكة مع منظمة  Change The Story التي تصف نفسها بأنها «تعمل لتحفيز الرخاء الاقتصادي للسيدات في فيرمونت».

وعمل الفريق والمنظمة معاً على ابتكار هذه القمصان، التي يبيعونها الآن بسعر 25 دولاراً للقميص. وقالت مايا فوتا، مساعد الكابتن، إنَّ الرجال يُشجعون على دفع 16% إضافية (4 دولارات) تمثيلاً للتفاوت بين الأجور.       

وفي فيديو عن الشراكة بين الفريق والمنظمة، قالت جيسيكا نوردهوس، والدة ليديا وعضوة في منظمة Change the Story: «إلى الآن، في فيرمونت، تبلغ فجوة الأجور 0.16 دولار؛ مما يعني أنَّ النساء يكسبن 0.84 دولار فقط مقابل كل دولار يجنيه الرجال في المتوسط». 

وأضافت: «نحن نعمل على سد هذه الفجوة… حتى تتمكن لاعبات فريق كرة قدم ثانوية برلنغتون من الحصول على أجر مساوٍ للرجال مقابل العمل المتكافئ، حين تتخرجن ويبدأن في العمل بدوام كامل».

الاحتفاء برسالة الفتيات

وأخبرت لاعبات الفريق شبكة CNN الأمريكية أنَّ ردود الفعل اللاتي تلقينها كانت إيجابية للغاية؛ إذ ابتاع أفراد من مجتمعهن، بما في ذلك العاملون والهيئة الطلابية في مدرستهن، القمصان. وحتى لاعبو فريق كرة القدم الصبيان بدأوا يرتدونها.

وتلقت الفتيات حتى الآن أكثر من 1000 طلب.

إضافة إلى ذلك، وصلت رسالتهن الجريئة إلى إحدى نجمات كرة قدم السيدات؛ فقد أعربت لاعبة المنتخب الأمريكي السابقة براندي شاستين، الحاصلة على ميداليات ذهبية في الألعاب الأولمبية وبطلة كأس العالم، عن دعمها للفريق في تغريدة على «تويتر»، يوم السبت 19 أكتوبر/تشرين الأول، إذ كتبت تقول: «شكراً لكنّ @bhsgirlssoccer لاتخاذ موقف، والاحتفال وخلع قمصانهن من أجل الدفاع عن #equalpay (الحق في أجور متساوية). فخورة بكنّ #rolemodels«.   

https://t.co/EstsqW2lId

بالإضافة إلى ذلك، أعرب السيناتور باتريك ليهي، من ولاية فيرمونت، عن دعمه للفتيات بنشر صورة على صفحته على «تويتر» يظهر فيها هو وزوجته مرتديين القمصان.

وقال ليهي: «مارسيل وأنا ندعمكم».

من جانبه، قال مدرب الفريق جيف هايز إنه يشعر بسعادة بالغة من حماس اللاعبات. وأضاف: «أنا فخور بهذا الفريق لما فعله داخل الملعب وخارجه».     

أما بالنسبة للعقوبة التي تلقاها الفريق ليلة الجمعة، فتقول الفتيات إنهن تخطينها، لكن ما أحزنهن أن المباراة انتهت بالتعادل.

وقالت ماجي بارلو، 17 عاماً: «أُصِبنا وقتها بالإحباط؛ لأننا شعرنا أنَّ تصرفاتنا كانت مناسبة لتلك اللحظة. ففي النهاية، أهم شيء هو الرسالة التي نبعث بها».

وفي الحقيقة، عقب المباراة، طلب الحكم الذي رفع البطاقة الصفراء في وجه اللاعبات شراء واحد من القمصان التي كُنَّ يرتدينها.      

وقالت هيلين: «أخبرنا أنه يتطلع لارتدائه».

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى