اخبار إضافيةتحليلات

تفكك البنية القضائية للنظام في الجزائر ؟

كيف ينبغي ان نفهم حركة القضاة ؟

المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي

رضا بودراع

عضو مؤسس فى منظمة اعلاميون حول العالم

#النظام في الجزائر (وغيرها )يقوم على ثلاث بُنَى أساسية


١- البنية الفكرية:
وهي بصفة مهددة خارج مجال النقاش الفكري !!
وفلسفتها ان الدولة علمانية في نموذج حكمها
و تستقي افكارها من الجذر المعرفي الغربي
وتخضع لأحكامه وشريعته
وتعادي نموذج الحكم الحضاري الاسلامي
وتعزل الله عن منظومة الحكم

٢- البنية الهيكلية (التنظيمية)
فهي جسم الدولة ومؤسساتها اما البنية الفكرية فهي روحها و عقيدتها
و الهيكلة مدنية ،مالية و عسكرية
فالمدنية هي الادارة (وهي ما اصبح يطلق عليها الان مصطلح الدولة العميقة الا قليلا)
والعسكرية الجيش (وهو من ثلاث كتل شعبية عاملة ونخبة تحتل مركز السلطة )
والمالية ويحكمها بنك مركزي بسلطة فوق سلطة الدولة ومع ذلك يحكم في المنظومة البنكية الداخلية والصناعة المصرفية بما في ذلك طباعة العملة الداخلية

٣- البنية القضائية و القانونية
و هي اهم مرتكز اجرائي في اي نظام وظيفي
فهي حارسه وسيفه البتار الذي يعطي للنظام شرعية الوجود وشرعية احتكار السلطة والثروة
واحتكار شرعية طباعة العملة والصناعة النقدية عموما
واخطر من ذلك احتكار العنف والعنف المسلح
و هذه البُنية ايضا ليست محل نقاش مع الاسف في الساحة السياسية الجزائرية (وغيرها) الا قليلا

ولكي نفهم بدقة ما يحدث الان من محاولة اعادة هيكلة البنية القضائية بحركة واسعة تمس 3000 قاضي(وهذا امر مهم للغاية لكنه سيخرج الكثير من العفن في بنية النظام الكلية )
وما نراه من مناكفة بعض القضاة لوزير العدل
فهو من قبيل تحرك اجزاء من البنية القضائية(القضاة) ضد جزء من البنية الهيكلية (وزارة العدل في شخص الوزير )
لكن من وراء وزير العدل قيادة عسكرية في مركز السلطة وتمتلك القوة
السؤال الصعب الان هو هل سيصل الخلاف بين البنيتين القضائية و الهيكلية الى نقض الاولى ويبنى على انقاضها منظومة قضاء جديدة
او سحب الشرعية من الثانية( الهيكلية )فيضحي الجيش مكرها بزغماتي وزير العدل حتى لا يسقط من النظام بنيته القضائية والهيكلية في وقت واحد
وهذا مالم يحصل في تاريخ الجزائري الحديث

اخيرا يجب التنويه ان تصدع النظام وصل مرحلة متقدمة من التصدع في بناه الاساسية التي يرتكز ويقوم بها
وبغض النظر مرت الانتخابات او لم تمر
فإن الصدوع ستتسع وليس هناك ما يشير الى قدرة القيادة الحالية على تشييد نظام جديد متماسك اضافة لضربات الدولة العميقة الممنهجة
وامام شعب متحرك لا يبدي استعدادا للتراجع حتى يسترجع حقه المسلوب “السلطة”
هذا الهدوء الذي ترونه ليس علامة صحية ابدا
وكنا نرجو ذلك لكن كل المؤشرات تدل ان المرض عضال ولازال يفتك بجسد النظام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى