منوعات

رداً على قرار نتنياهو منعهما من زيارة الأراضي الفلسطينية.. النائبتان الأمريكيتان «تتجولان» في الضفة وغزة افتراضياً!

ما لم تستطع العضوان الديمقراطيتان
في الكونغرس الأمريكي رؤيته في الضفة الغربية وقطاع غزة بسبب حظر دخولهما إلى
إسرائيل خلال الصيف الماضي، يمكن لكلتيهما أن تراه على هاتفها المحمول. وإذا كانتا
تمتلكان نظارات خاصة، فيمكنهما رؤية الضفة الغربية وغزة عن طريق تقنية الواقع
الافتراضي التي تتيح إمكانية تكبير المشهد والالتفاف داخله لرؤية أبعاده المختلفة.

حسب صحيفة The Washington Post الأمريكية، يمكن كذلك أن يحظى أي شخصٍ بهذه التجربة إذا حمَّلَ على هاتفه تطبيق Palestine VR «الواقع الافتراضي الفلسطيني»، وهو تطبيق متاح لهواتف آيفون وسامسونغ صدر يوم الأربعاء الماضي 30 أكتوبر/تشرين الأول، ويتيح التجول في الأراضي الفلسطينية افتراضياً بزاوية رؤية تصل إلى 360 درجة استناداً على مسار الرحلة المُلغاة للنائبتين رشيدة طليب (الممثلة للحزب الديمقراطي في ولاية ميشيغان) وإلهان عمر (الممثلة للحزب الديمقراطي في ولاية مينيسوتا).

وكانت النائبتان، وهما أول امرأتين مسلمتين تُنتخبان في الكونغرس
وتنتقدان السياسة الإسرائيلية بحدة، قد اُختيرتا للمشاركة في وفدٍ كان يزور أجزاء
من الضفة الغربية، والقدس الشرقية، وغزة في أغسطس/آب الماضي.

لكن إسرائيل ألغت تصريح زيارتهما، مشيرةً إلى دعمهما مقاطعة البضائع والخدمات الإسرائيلية. وجاءت هذه
الخطوة، التي تمثل رد فعل عكسي للحكومة الإسرائيلية، بعد ساعات من نشر الرئيس
الأمريكي دونالد ترامب تغريدةً يقول فيها إن السماح بهذه الزيارة «سيُظهر
ضعفاً كبيراً» لدى الجانب الإسرائيلي. 

وحرم القرار الإسرائيلي، الذي أشعل انتقادات
الديمقراطيين في الكونغرس وحتى  جماعات الضغط المناصرة لإسرائيل، النائبتين
من فرصة رؤية أوضاع القطاع والضفة الغربية بأنفسهما. وتلبيةً لتلك الحاجة، صور
مجموعة من الشباب الفلسطيني المهتم بالتكنولوجيا نفس مسار الرحلة، التي كان من
المقرر أن يسلكه الوفد الأمريكي داخل الأراضي الفلسطينية، باستخدام كاميرا GoPro
Fusion التي
تتيح التصوير بزاوية 360 درجة. وبمساعدة شركة هولندية متخصصة في تطوير التطبيقات
الرقمية، أنتجوا نسخة واقع افتراضي من الرحلة المُلغاة.

ويتولى فلسطيني متخصص في علم الأنثروبولوجيا مهمة
إرشاد المُشاهد في جولةٍ عبر الممرات الضيقة لمدينة القدس القديمة، بينما يرشد
المشاهد في شوارع مدينة الخليل جندي إسرائيلي سابق وهو حالياً ناشط من أجل السلام.
وتتضمن مقتطفات الرحلة زيارةً إلى قطاع غزة يرويها طالب جامعي، فضلاً عن السير عبر
مخيمٍ للاجئين بالقرب من بيت لحم، وقبة الصخرة، والجدار الخرساني المرتفع الذي
يعزل معظم أنحاء غزة عن إسرائيل. 

قال سالم براهمة، المدير التنفيذي لمعهد فلسطين
للدبلوماسية العامة، وهو جماعة حقوقية متخصصة في حملات المعلومات الرقمية:
«أردنا جلب كل شيء كان من الممكن أن تراه كلتاهما والأشخاص الذين كان من
الممكن أن تتحدثا معهم. نستطيع أن نشاركهما أو نشارك أي شخصٍ آخر حول العالم يريد
رؤية وسماع مقتطفات من الحياة الفلسطينية».

وعند مشاهدتها عبر الهاتف، يمكن للمشاهد التحكم في
المشهد عبر إمالة هاتفه وتحريكه يميناً، ويساراً، وأعلى، وأسفل. وعلى الحاسب
الآلي، تسمح الفأرة بنفس قدرة التحكم في التجول عبر المشهد، وتتيح نظارات الواقع
الافتراضي المشاهدة بأبعادٍ أكثر ثراءً. ويمكن تحميل هذا التطبيق مجاناً.

وقال براهمة، الذي نشأ في الضفة الغربية لكنه درس في
جامعةٍ بولاية ويسكونسن: «نحاول إيصال رسالتنا إلى أناس جديدين بعيداً عن
المضمون الذي ترسخه الوسائل الإعلامية عن القضية الفلسطينية».

وأضاف براهمة، الذي كان من بين النشطاء المحليين
المقرر أن يقابلوا نائبتي الكونغرس، أنه لم يتواصل معهما بشأن مشروع التطبيق. وقال
متحدث باسم إلهان إن طاقم عملها لم يكن على علم بالتطبيق. ولم يرد مكتب رشيدة
فوراً على طلب للتعليق على التقرير.

وتابع براهمة قائلاً إن مقاطع الفيديو لاقت شعبيةً
ليس فقط لدى الأشخاص الذين لديهم فضول لرؤية فلسطين، بل لدى الفلسطينيين المحليين.
ونظراً للقيود المفروضة على حركتهم، لم ير العديد من الفلسطينيين المعالم الثقافية
الخاصة بهم مثل مدينة القدس القديمة، والقدس الشرقية، وغزة.

وقال براهمة، الذي يعيش في مدينة رام الله بالضفة
الغربية: «أعيش هنا، لكن غير مسموح لي أن أزور غزة. عندما رأيت مشاهد الشواطئ
والفلسطينيين هناك، تأثرت فعلاً».

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى