لايف ستايل

مَن هو أول ألماني يُصاب بفيروس كورونا؟ وكيف أصيب به رغم عدم ذهابه للصين نهائياً؟

 في الآونة الأخيرة انتشرت أخبار بشكل عشوائي في ألمانيا، وخاصة بين الجالية العربية هناك، عن ظهور حالات مصابين بفيروس كورونا، وبالفعل كانت هناك حالات مشكوك بإصابتها بالفيروس، ولكن بعد الفحص جاءت النتيجة سلبية بخصوص هذه الحالات وتأكد أنها ليست كورونا، وتكرر هذا الأمر عدة مرات.

أما أمس في الساعة الثامنة مساء نشرت العديد من وكالات الأخبار الألمانية مثل شبيغل، وفوكس، وفيلت، وغيرها من الجرائد الألمانية، أنه تم رصد أول حالة مصابة بفيروس كورونا في ولاية بايرن الألمانية، ولم يكن هناك الكثير من التفاصيل عن حالة المصاب، وأعلنت الحكومة أن التفاصيل سيتم إعلانها في مؤتمر صحفي سيعقد صباح الغد، هذا بعد انتشار حالة من الذعر والخوف بين الألمان والجالية العربية هناك.

وبطبيعة أنني طبيبة ومقيمة في ألمانيا تابعت هذا المؤتمر اليوم بشكل دقيق، والذي كان به عدد من المسؤولين الألمان، وهذه هي تفاصيل حالة اكتشاف المرض، حسب المؤتمر الصحفي في بايرن، والمعلومات التي طرحها وزير الصحة الألماني عن المريض وعن كيفية إصابته:

المريض عمره 33 عاماً،
ووضعه الصحي مستقر، وموجود حالياً بالعزل الصحي.

كان هذا المريض قد شارك في ندوة عن العمل بتاريخ 22 يناير/كانون الثاني، وكان من ضمن الحضور صينية من شنغهاي، خلال عودة هذه الصينية إلى المطار شعرت بوعكة صحية وعندما تم تشخيصها في بلدها كانت مصابة بفيروس كورونا، وحسب التفاصيل، كانت قد زارت مدينة ووهان الصينية مركز المرض حالياً.

الشخص الألماني شعر بوعكة صحية على نهاية الأسبوع، وأمس تم إبلاغ الشركة بحالة الصينية مما استدعى أن تبلغ الشركةُ وزارةَ الصحة، وتم إرسال المريض إلى المستشفى، حيث تم تشخيص حالته أمس إيجابياً بإصابته بفيروس كورونا، وتم عزل المريض، ولكن وضعه الصحي مستقر، وتتم السيطرة على الأعراض.

أعلن وزير الصحة أن
الشركة كانت متعاونة جداً وتمت محاولة حصر الأشخاص الذين تعاملوا مع الصينية ومع
المريض الألماني بشكل مباشر، وعددهم حاليا 40 شخصاً وخضعوا للفحوصات ولم يظهر شيء
بالمرضى، وحالياً تم عزلهم في بيوتهم لمدة 14 يوماً حتى يتم التأكد من خلوّهم من
الفيروس.

بالنسبة لحالة الإصابة
الصينية، فقد ظهرت على المريضة الأعراض في رحلة العودة، بالتالي لا يظن أنها وزعت
المرض بشكل واسع في المدينة، ولم يكن هناك تواصل مباشر معها إلا في الندوة التي
حضرتها، حالياً الاحتياطات في أوْجِها في المطارات. وأهاب وزير الصحة بعدم نشر
الذعر بين الناس، وأن الوضع تمت السيطرة عليه صحياً، وأن يمارسوا حياتهم بشكل
طبيعي، وأعتقد أن كلام الوزير هذا بسبب ما فعله الكثير من الألمان من عدم الذهاب
للعمل، ومنع أطفالهم من الذهاب للمدارس والحضانات، والإقبال الكبير على شراء الكمامات
من الصيدليات.

فيروس كورونا بما أنه جديد فليس له علاج معروف إلى الآن، والخطورة الأكبر تكون على الأطفال وكبار السن؛ لأن مناعتهم هي أضعف من غيرهم، لكن وزارة الصحة رغم ذلك طلبت من أي شخص يصاب بالإنفلونزا العادية أو ارتفاع درجة الحرارة أن يتوجه إلى المستشفى حتى يتم أخذ الإجراءات المناسبة وتشخيص حالته، والتأكد من عدم إصابته.

ولكن بعيداً عن كل ذلك، هناك احتياطات سهلة يجب اتباعها بعناية، لا بد من أخذها بعين الاعتبار بشكل خاص:

علياء كيوان هي أُمٌّ لثلاثة أطفال، باحثة ومديرة مشروع بالمستشفى الجامعي في هايدلبرغ بألمانيا، حاصلة على الدكتوراه في بيولوجيا السرطان الجزيئية من كلية الطب بجامعة هايدلبرغ ومركز السرطان الألماني، حاصلة على الماجستير في العلوم تخصص البيولوجيا الجزيئية من جامعة هايدلبرغ. لها عدة أبحاث منشورة في مجلات محكمة علمياً، كذلك مُحاضِرة ومُدرِّبة على أسس البحث العلمي وعضوة في عديد من المؤسسات العلمية.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى