آخر الأخبار

خلال ساعات سيواجه زعيم الليكود تحدياً صعباً.. مَن هو السياسي الذي يسعى للإطاحة بنتنياهو من قيادة الحزب؟

يستعد رئيس وزراء إسرائيل الأطول في المنصب لمواجهة أحد أخطر التحديات السياسية خلال عشرة أعوام، اليوم الخميس الـ26 من ديسمبر/كانون الأول، حين يعقد حزب الليكود الحاكم انتخاباته التمهيدية على السلطة لتحديد هوية من سيقود الحزب في الانتخابات المقبلة.

يأتي التصويت الداخلي، حسب صحيفة The Guardian البريطانية، في وقت عصيب بشكل خاص بالنسبة لبنيامين نتنياهو، الذي ضعفت صورته بسبب ثلاث لوائح اتهام بالفساد، إلى جانب المعارضة الداخلية المتزايدة، بسبب إخفاقه في تحقيق انتصارات قاطعة في اثنتين من الانتخابات الوطنية غير المحسومة.

أكثر ما يثير قلق الزعيم (70 عاماً) هو التحدي العلني من جانب أحد المرشحين المفضّلين لحزب الليكود، جدعون ساعر، الذي تخطى الحواجز هذا الشهر بإعلانه المنافسة على زعامة الحزب. ورغم أنّ فرصه لا تزال منخفضةً في أن يحل محل أنجح قادة الحزب على الإطلاق، لكن الحملة القصيرة للسياسي المحنّك اكتسبت زخماً سريعاً.

وبدعوته لـ «نهضة» اليمين الإسرائيلي، ركّز ساعر على عجز نتنياهو عن تشكيل حكومة، وهو العجز الذي دفع بالبلاد إلى شهورٍ من الشلل السياسي. ومن المقرر إجراء انتخابات وطنية ثالثة غير مسبوقة في الثاني من مارس/آذار المقبل.

وقال ساعر، بالتزامن مع إطلاق حملته: «لقد فشل (نتنياهو) مرتين، لكن ذلك ليس بسبب أفكار الليكود».

وحذّر، أثناء هتاف أنصاره «ساعر فقط يستطيع»، قائلاً: «إذا لم نُحدث تغييراً، فنحن نقترب من حكومةٍ يسارية».

بالرغم من أسلوبه المتحفظ ظاهرياً، فكثيراً ما يُنظر إلى وزير الداخلية والتعليم الأسبق باعتباره الزعيم المقبل لحزب الليكود. ويجري الحديث عن أسلوبه بحماس في الأوساط اليمينية من قِبل أولئك الذين يعتبرونه مُؤهلاً بشدة.

وفي محاولةٍ واضحة لاستمالة مؤيدي نتنياهو -الذين يتوقون للتغيير- وعد ساعر، الإثنين 23 ديسمبر/كانون الأول، بالضغط من أجل تعيين نتنياهو رئيساً جديداً لإسرائيل.

قبل عقدين، دخل المحامي والصحفي السابق (52 عاماً) في مضمار السياسة بمساعدة نتنياهو، لكنّه ابتعد عنها في عام 2014 لمدة خمس سنوات، بعد تصاعد التوتر بينه وبين رئيس الوزراء الذي اعتبره تهديداً. وفي العام الماضي، اتهم نتنياهو «ساعر» بتدبير انقلابٍ ضده.

وفي أكتوبر/تشرين الأول، بعد انتخابات أخرى موحلة، ومع تزايد المشاكل القانونية لنتنياهو؛ تحدّاه ساعر علانية بتغريدة واحدة – في واقعة نادرة داخل حزب معروف بالولاء الشديد.

وحين اقترح نتنياهو أنّه سيفكر في معركة على القيادة لتعزيز بقائه في المنصب، رد عليه ساعر على تويتر قائلاً: «أنا مستعد».

وباعتباره قومياً قوياً، يُنظَر إلى ساعر على أنّه أكثر تعصباً في ما يتعلق بالسيطرة المتواصلة لإسرائيل على الأراضي الفلسطينية. ولكن في ما يتعلّق بسياسات إسرائيل المحلية، يُعَدُّ ساعر براغماتياً.

والأهم من ذلك هو أنّ الكثيرين يعتقدون أنّه قد يبرم اتفاقاً مع حزب «أزرق أبيض» المعارض، وذلك في حال حققت انتخابات مارس/آذار نتيجةً غير محسومة مرةً أخرى، وفقاً لما توقعته استطلاعات الرأي.

واستبعد زعيم حزب أزرق أبيض، قائد جيش الدفاع الإسرائيلي السابق بيني غانتس، الانضمام إلى ائتلاف مع رئيس وزراء رهن المحاكمة، لكن الوضع يختلف بالنسبة لشخصيات أخرى في الليكود.

وانطلق نتنياهو وساعر في جولة داخل البلاد هذا الأسبوع لحشد الدعم. تتنبأ وسائل الإعلام الإسرائيلية بفوزٍ ساحق لنتنياهو، على الرغم من حصول ساعر على دعم عددٍ قليل من نواب الليكود وبضع مئات من النشطاء.

بالنسبة لنتنياهو، لا يمكن أن تكون المخاطر أكبر من ذلك، على الصعيدين المهني والشخصي.

إذ تشمل التهم الموجهة إليه الاحتيال وخيانة الأمانة والرشوة، مما قد يؤدي إلى عقوبة السجن.

وفي حال احتفظ بمنصب رئيس الوزراء،  فإنّ نتنياهو ليس ملزماً من الناحية القانونية بالتنحي عن منصبه الحكومي، ويمكنه استخدام هذا المنصب لطلب الحصانة.

ونفى نتنياهو جميع الاتهامات باعتبارها «حملة موجهةً ضده». 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى