لايف ستايل

قبل تنظيفه حتى! إليك أهمية ملامسة الجلد بين الرضيع وأبويه بعد الولادة مباشرة

تعتبر ملامسة الجلد بين الرضيع وأبويه مفهوماً قديماً وممارسة يشجع عليها الأطباء، حتى لم يعد بوسع بعض الأهل السماح للغرباء بحمل الرضيع أولاً، وتنظيفه، ولفه في الأقمطة، قبل وضعه أخيراً بين ذراعي والدته بعد طول انتظار

حالياً، يتم وضع الطفل المبلل، المتسخ، المتلوي في ضيق بعد التقاطه من رأسه لإخراجه من الرحم مباشرة وبسرعة على صدر والدته.

ولكن لماذا؟ وهل هناك مخاطر من هذه الملامسة الفورية؟ نستعرض في هذا التقرير حيثيات هذه الخطوة الأولى في حياة الوليد الجديد وتأثيرها على الرابط بين الوالدين، بحسب ما عددها موقع Stay At Home Mum.

على الأرجح، نعم، فلدى حديثي الولادة ميلٌ إلى تفريغ حمولة بطونهم بسرعة بعد ولادتهم، نظراً لأنهم كانوا في وضعٍ أكثر راحة. 

وبصراحة، لن يزعجك ذلك، فمن المفترض أن تتولى القابلة تنظيف ذلك بينما تستمرين في وقتك الخاص للتواصل وإنشاء رابطة بينك وبين رضيعك. وهناك بعض الأسباب المهمة وراء عدم اهتمامك بالأشياء الفوضوية، ففوائد قضاء هذا الوقت دون انقطاع مع رضيعك الذي لم يرتد ملابسه بعد مذهلة:

ليس إذا كانت رقعة الشعر نظيفة وذات ملمس لطيف. فمن الأفضل التأكد من عدم قيام الأب بحلق لشعر الصدر خلال الأسبوعين الأخيرين من الحمل، فالطفح الجلدي بعد الحلاقة أو الشعيرات الشائكة القصيرة ليست بالأمر الجيد بالنسبة لبشرة الرضيع الرقيقة. 

ومن المقترحات الهامة عند العودة إلى المنزل بعد الولادة، أن يقضي الرضيع بعض الوقت الحميمي على الأريكة مع الأب. 

فالطفل بإمكانه التعرف على صوت الأب وهو بداخل الرحم، لذا فهذا هو وقت إنشاء علاقة بينهما، وهو نشاطٌ مهدئ للغاية لطفلك. 

وإذا كان شعر الصدر أو التعرق يمثل مشكلة (كأن يتعرق رأس الطفل للتخلص من الحرارة الزائدة)، يمكن وضع طبقة من القطن على صدر الأب؛ مع الحرص على تمكين الطفل من الشعور بحرارة جسمه والاستماع إلى نبضات قلبه عبر هذه الطبقة. 

تساعد هذه الوضعية النوم بشكلٍ مريح وهادئ لكل من الطفل ووالده على حدٍ سواء، وستظهر بشكلٍ جيد في بعض الصور العائلية الظريفة.

تُوصي مبادرة «المستشفيات الصديقة للرضع The Baby Friendly Health Initiative»، التي طُوِّرت نتيجة تعاون بين منظمة الصحة العالمية وبين اليونيسيف، ببدء اتصال الجلد بالجلد بين الأم والطفل في غرفة العمليات بعد الولادة القيصرية.

وقد تختلف سياسات المستشفيات في كل مكان بسبب عوامل مثل مستويات التوظيف، ودرجة حرارة غرفة العمليات، وما إذا كان رضيعك سيحتاج إلى بعض المساعدة الطبية بعد الولادة (إزالة المخاط من الممرات الهوائية على سبيل المثال)، رغم أنّ معظمها سيسمح باحتضان سريع على صدر الأم أثناء لف الطفل في أقمطته، مما يعني أنّ وقت ملامسة الجلد للجلد الكافي سيؤجّل.

وبالنسبة لبعض المستشفيات، فمن المعتاد السماح بوقت ملامسة الجلد للجلد بعد الولادة مباشرةً لفترةٍ ممتدة، ويمكن خلالها إرضاع الطفل ليستريح على صدر والدته وتستريح هي أيضاً. 

يُوصَى باتباع هذا النظام في رعاية الرضيع وملامسة الجلد للجلد طوال الأسابيع الـ20 الأولى من حياته. 

ويستمتع غالبية الرُضّع بنظام رعاية الكنغر، خاصةً إذا كان الرضيع سيوضع داخل قماط (غلاف) يلتف عليه هو ووالدته أو والده (إذا كنت بحاجة إلى استخدام اليدين) مع الحفاظ على ملامسة الرضيع للصدر غالبية أوقات النهار والليل، طالما أنّ كلا الطرفين سعداء. 

وإذا بدأ الرضيع في التململ وبدا غير مستريح للملامسة ويحاول دفع نفسه بعيداً، بكل الطرق، فهذا يعني وضعه في السرير وأخذ استراحة. 

ويُوفّر نظام رعاية الكنغر فوائد كبيرة للأطفال الرضع:

وإذا لم تتمكني من قضاء وقت تلامس الجلد للجلد مباشرةً بعد ولادة رضيعك لأسباب طبية، فمن الأفضل أن ينصب تركيزك على التعافي والعودة إلى طفلك بحالةٍ صحية جيدة. 

ويُمكن لرضيعك دائماً أن يحظى ببعض الوقت من تلامس الجلد للجلد مع والده، أو أن ينتظر عودتك داخل أقمطته الدافئة واللطيفة. ويمكنك الاستمرار على هذا النحو حسب رغبتك.

ما بعد غرفة الولادة

إنّ تلامس الجلد للجلد هو وقت مخصص للراحة وإنشاء رابطة بين الرضيع ووالدته، وهي الرابطة التي تحدث خلال الساعة الأولى من حياة الرضيع بعد ولادته مباشرة.

ويُمكنك أن تفعلي ذلك في أي وقتٍ تريدينه. احصلي على رداء حمام واجعليه بمثابة ملابسك اليومية المعتادة خلال الأسابيع القليلة التالية للولادة. وسوف يوفر لك هذا الكثير من الوقت الذي كان سيُهدر في خلع وارتداء الملابس. 

وعند الملامسة، يمكنك ترك حفاض طفلك إذا كنت ترغبين في ذلك، أو خلعه إذا كنت تعتقدين أنّ الرضيع دافئ جداً وتحاولين خفض درجة حرارته.

وحتى مع الأوقات القليلة من تلامس الجلد للجلد، أقل من 10 دقائق، فقد تبيّن أنّه يُقلِّل من مستويات إجهاد الطفل الكيميائية (الكورتيزول في الدماغ، والأشياء المرتبطة بالشعور بالضغط) ويتسبب في إطلاق الأوكسيتوسين أو هرمون السعادة. 

هذه اللحظات من الملامسة تجعل الأم ووليدها أكثر هدوءاً وترابطاً، وبطبيعة الحال، تساعد في إفراز المزيد من الحليب أيضاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى