منوعات

حصلت على الأوسكار، حاولت الانتحار 32 مرة وكانت أمها تضربها حتى تنزف.. القصة التي لا تعرفها عن سيدة الحمام بفيلم home alone

«لقد استنفدت كافة مدخراتي، وأنا
الآن مُفلسة تماماً. لكن طالما لديَّ سقف يحميني، وطعام يكفيني أنا وكلبي، فأنا
راضية تمام الرضا». (برندا فريكر) في حوارها مع قناة Sky Arts عام 2012.

غالباً أنت لا تحفظ اسم هذه
الممثلة ولن تتذكرها إلا بدور «سيدة الحمام Pigeon
Lady» في فيلم Home
Alone 2، وقد تعتقد أنها ممثلة من الصفوف الثانية أو
حتى كومبارس، لكن الحقيقة مختلفة تماماً، لأن الممثلة الأيرلندية  «برندا
فريكر» أعظم وأكثر من هذا بكثير.

«برندا فريكر» هي ممثلة أيرلندية
قديرة تبلغ حالياً من العمر 75 عاماً. وهي أول ممثلة أيرلندية في التاريخ تفوز
بجائزة (الأوسكار) وتحديداً (أوسكار) أفضل ممثلة مساعدة عام 1990 عن دورها في
الفيلم المميز My Left Foot مع الأسطورة الحية (دانيل داي لويس)، الذي
حصل أيضاً على جائزة (أوسكار) أفضل ممثل رئيسي عن نفس الفيلم،  بالإضافة إلى
أن لها أكثر من 87 عملاً فنياً، طبقاً لموقع IMDb على مدار 60 عاماً من الإبداع.

وبالرغم من أن فوزها بـ(الأوسكار) نقلها نقلة كبيرة على المستوى المهني، حيث شاركت بعده في أكثر من عمل فني، فإنها تأثرت بشكل ملحوظ بحياتها الشخصية، ولم تكن تملك الدخل المادي الكافي الذي يساعدها مادياً في النهاية، وهذا الأمر سيُدخلنا للجانب المظلم من حياة «برندا».

«أنا مصابة بالاكتئاب لأكثر من 50
عاماً حتى الآن، وحالياً أزور طبيباً نفسياً، ليس من أجل العلاج فحسب، ولكن على
أمل أن أجري محادثة وأسمع صوت إنسان آخر».

«حاولتُ الانتحار لأكثر من 32 مرة،
منها ثلاث مرات خطرة… وفي كل مرة من المرات الثلاث أستيقظ في المستشفى لأجد نفسي
على قيد الحياة، ولا يجول بخاطري سوى أنني سأعيد المحاولة مرة أخرى؛ لأنك في
النهاية ستمل من عدم سماع أحدهم لك».

هذان التصريحان كانا من ضمن تقرير
نُشر في صحيفة «الديلي ميل» البريطانية عام 2012، والذي أعتقد أنهما يختصران بشكل
كبير الجانب المظلم من حياتها، لأن «برندا» كانت مصابة باكتئاب شديد تصاحبه ميول
انتحارية.

اكتئاب (برندا) وميولها الانتحارية
كانا في الأساس -وبغض النظر عن موضوع إفلاسها- بسبب سلسلة من الكوارث التي شكلت
حياتها، أولها العنف الأسري من والدتها (بينا فريكر) التي كانت تضربها ضرباً
مميتاً وهي صغيرة لدرجة أنها كانت تهرب في الشارع والدم ينزف من جسدها ويصل
لرجليها، مروراً لرعايتها لوالدها الصحفي (ديزمند فريكر) في أواخر أيامه، ووفاة
أختها (نورا) التي اعتبرتها صديقة عمرها، وإجهاضها لحوالي 6 مرات، وطلاقها من
زوجها المخرج (باري ديڤيس) بسبب إدمانه على الكحول ووفاته في النهاية.

 (برندا) كانت ترى أنها قادرة
على مواجهة ظروفها هذه بشكل أفضل لو لم تكن طفولتها بهذه القسوة.

بعدها زارت (برندا) أحد الأشخاص،
الذي استطاع علاجها من الاكتئاب عن طريق موسيقى (موزارت)، وبعد 50 عاماً من
المعاناة استطاعت (برندا) أن تنتصر على الاكتئاب، وكان تعليقها:

«شعور أشبه بالمعجزة عندما تقضي 50
عاماً من حياتك في مواجهة شيطان الاكتئاب، وفجأة يختفي. بعدها يمكنك أن ترى العالم
بوضوح لأول مرة، يمكنك أن تمشي في الشوارع بلا خوف، يمكنك التفكير بشكل أوضح».

لكن على صعيد آخر، (برندا) لم تكن
محبة للحياة بشكل عام وكانت تؤمن بفكرة أن الشخص من حقه الموت في الوقت الذي
يختاره أو الوقت الذي يشعر فيه أنه غير قادر على مواصلة حياته، وهذه القناعة كانت
واضحة من تصريحها:

«أعتقد أننا كلنا لدينا الحق في
الموت في الوقت الذي نريده. لديك الحق في الرحيل عندما تسأم من حياتك، حتى وإن لم
تكن مريضاً… هل تمتلك حقاً شيئاً آخر؟ لا أعتقد. أنت لا تمتلك سوى حياتك».

جدير بالذكر أن (برندا فريكر)
اعتزلت التمثيل سنة 2014… وتعيش حالياً في العاصمة الأيرلندية (دبلن)، ولديها
حوالي 5 أصدقاء مقربين فقط، والذين تعتبرهم بالنسبة لها كافين جداً لمواجهة الحياة.

إسلام عبدالمنعم هو مهندس مصري من مواليد القاهرة عام 1988، يعمل حاليًا كمهندس ميكانيكا أول بأحد شركات الاستشارات الهندسية، ولديه شغف بصناعة السينما والنقد السينمائي وكتابة المقالات عن مواضيع مختلفة ومتنوعة عبر منصات التواصل الاجتماعي

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى