آخر الأخبار

الأولوية لفيروس كورونا.. مستشفيات الصين ترفض استقبال المرضى، وحديث عن انتحار البعض!

كشف تقرير
لمجلة Time الأمريكية، نُشر
الجمعة 21 فبراير/شباط 2020، أن مستشفيات مدينة ووهان الصينية، بؤرة انتشار فيروس
كورونا، ترفض استقبال المرضى المصابين بأمراض أخرى غير الفيروس، كما أن كثيرين
وجدوا صعوبات في الحصول على خدمات طبية وحتى الأدوية؛ وهو ما دفع بعض المرضى الذين
يعانون أمراضاً مزمنة إلى الانتحار.

كان ليو تساو
ينتظر عمليته الجراحية في مستشفى ووهان لعلاج الورم الذي أخذ يضغط على نخاعه
الشوكي، عندما قيل له فجأة إن عليه المغادرة. لقد أخذ فيروس كورونا المستجد يدفع
بنظام الرعاية الصحية في وسط الصين إلى الغرق في غمار أزمةٍ عامة، وقد حُوِّلت
جميع الموارد المتاحة لاحتوائها.

يقول ليو:
“لا أعرف ما الذي سأفعله!”، فقد كان يعتمد على عقار الأوكسي كونتين –وهو
مسكّن قوي من مجموعة الأفيونات، ويسبب الإدمان- للتعامل مع آلامه المزمنة الحادة،
ولكن حبوب الدواء أخذت تنفد منه.

ليو واحد ضمن
أعداد متزايدة من المرضى الصينيين الذين يعانون من حالات طبية طارئة لا علاقة لها
بوباء فيروس كورونا، وقد أصبحوا كما لو أنهم أضرار جانبية في ظل التفات الصين
ومعاناتها للسيطرة على تفشي الفيروس الذي أودى بحياة أكثر من ألفي شخص حتى الآن.

في هوبي،
المقاطعة الصينية التي يبلغ عدد سكانها 60 مليون نسمة ومدينة ووهان عاصمتها، ما
تزال المنشآت الطبية تواجه نقصاً حاداً في لوازم التعامل مع موجة الأعداد
المتزايدة من مصابي الفيروس. وقد وُجِّه جميع العاملين في المجال الطبي والمعدات
والموارد لمكافحة تفشي المرض، وتُرك المرضى الآخرون لمواجهة مصيرهم في حالة من
النسيان.

يعاني والد
كريس وانغ، البالغ من العمر 56 عاماً، مرضَ الفشل الكلوي، ويحتاج غسيلاً كلوياً
مرتين في الأسبوع. لكن جلساته المعتادة بالمستشفى العام الثالث في هوبي أُلغيت،
لأن المستشفى وغرفه المزوَّدة بأجهزة لغسيل الكلى وضع المسؤولون الحكوميون أيديهم
عليه؛ لإدارة جهود مكافحة تفشي الفيروس منها، بحسب قوله.

يقول وانغ:
“من المفهوم أن الحكومة تحتاج أسرّة المستشفيات لاستيعاب المرضى المصابين
بالفيروس، لكن ما ليس منطقياً أن تأخذ غرف غسيل الكلى، لأن هؤلاء المرضى يمكن أن
يموتوا إذا لم يحصلوا على غسيل الكلى في وقته المحدد”.

قالت امرأة
ردَّت على رقم الخط الساخن للمستشفى، إن المستشفى لا يمكنه قبول مرضى غسيل الكلى
في الوقت الحالي، لأنه يخضع لإشراف حكومي ضمن جهود مكافحة فيروس كورونا.

وعلى الرغم من
أن هوبي هي الأبرزُ من جهة تأثُّرها بتلك العواقب المدمرة، إذ بدأ ظهور فيروس
كورونا المستجد فيها، أول مرة، فإن هناك نقصاً في الرعاية الطبية الخاصة بالحالات
الطبية الأخرى غير المتعلقة بالفيروس في جميع أنحاء الصين، وذلك حتى بمدنها الأكثر
ازدهاراً.

تسلط هذه
الأزمة الضوء على نظام الرعاية الصحية غير المتكافئ بالفعل، حيث تتخلف الرعاية
الصحية في المناطق الريفية بكثير عن نظيرتها في المدن الكبيرة مثل بكين وشنغهاي.
وكانت الصين شرعت بالسنوات الأخيرة في إصلاحٍ طموحٍ لمنظومتها الطبية، تضمّن مساعي
لخفضِ تكاليف الأدوية وتقليل أوقات الانتظار، لكن الوباء الحالي يجعل تلك
التفاوتات المستمرة أكثر بروزاً.

أُرسل أكثر من
23 ألف طبيب وممرض من المستشفيات في جميع أنحاء البلاد إلى هوبي؛ لدعم الجهود
الرامية إلى استيعاب الفيروس في بؤرة تفشيه، وهو ما ترك بعض المستشفيات في نقص
بالطواقم الطبية في مقاطعات مثل غوانغدونغ وجيانغسو.

أفضى الخوف من
تعرُّض الطواقم الطبية لمسبِّبات أمراض شديدة العدوى إلى رفض بعض المستشفيات
استقبال أي مرضى جدد في مدن كبرى، مثل بكين وشنغهاي، حتى وإن كان هؤلاء المرضى
بحاجة إلى رعاية طبية عاجلة كمرضى السرطان أو مرضى الفشل الكلوي.

لا توجد بيانات
كاملة عن عدد المرضى الذين وقعوا في هذا المأزق، ويصعب تقدير عدد الوفيات التي كان
يمكن اتقاؤها، والتي نجمت عن التراجع المفاجئ عن الرعاية الطبية غير المتعلقة
بالفيروس منذ بدء انتشاره.

مع ذلك، تشير
مقابلات أُجريت مع أطباء ومرضى، ومناقشات منتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى
أزمة ناشئة قد تفضي إلى آثار قاتلة حتى بعد انحسار موجة تفشي الفيروس. إذ يستنزف
الوباء، الذي أغلق تماماً قطاعات واسعة من الاقتصاد الصيني، معاناة إنسانية لا
تُوصف في جميع أنحاء البلاد.

انتشرت مشاركات
ومنشورات من مرضى يائسين يطلبون المساعدة، وحسابات مواطنين ينتحرون، لأنهم لا
يستطيعون الحصول على الرعاية الطبية، لتعمَّ وسائل التواصل الاجتماعي في الصين،
حيث أخذ الغضب يتفاقم بالفعل من جراء الاستجابة الأولية البطيئة للحكومة حيال تفشي
الفيروس.

يوم الأحد،
خصصت مدينة ووهان ستة مستشفيات للمرضى الذين يعانون من حالات حرجة لا علاقة لها
بالفيروس، و15 مستشفى آخر يمكنها استقبال حالات طوارئ غير فيروسية. المدينة التي
يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة، بها نحو 46 مستشفى لديها ما يقرب من 19 ألف سرير
مخصص لرعاية المرضى المصابين بالفيروس، وقد تحولت الملاعب ومباني المكاتب والمدارس
إلى مصادر أخرى لآلاف الأسرَّة الإضافية للمرضى المصابين.

كما حث مسؤولو
الصحة الوطنيون المستشفيات المحلية في جميع أنحاء البلاد علناً على عدم إهمال
المرضى المصابين بأمراض أخرى لا علاقة لها بالفيروس. ومع ذلك، فإن الموارد، خاصة
في مقاطعة هوبي، أخذت تعاني عجزاً بالفعل.

مستشفى
“ووهان يونيون” الذي كان ليو تساو قد تلقى رعاية صحية فيه قبل تفشي
المرض، هو أحد المستشفيات الستة التي يُفترض أنها مخصصة لاستقبال الحالات الحرجة
التي لا علاقة لها بالفيروس، ومع ذلك فإن أحد أطبائه قال إن المستشفى مكتظ بالفعل
وليس لديه ما يكفي من الأطباء.

قال الطبيب،
الذي طلب عدم ذكر اسمه، لأنه غير مخول له الحديث علناً، إن جميع الأطباء المبتدئين
في قسمه أُرسلوا إلى خط المواجهة في المستشفيات الرئيسة المخصصة للتعامل مع
المصابين بالفيروس، وهو نفسه قد يُستدعى في أي وقت إلى هناك.

بينما لم يرد
مدير الاتصالات الخارجية في مستشفى “ووهان يونيون” على مكالمات هاتفية
متعددة. كما لم تردَّ السلطات الصحية في ووهان وبمقاطعة هوبي على طلبات التعليق.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى