لايف ستايل

من المغلية والمفلترة إلى الإسبرسو والفرابتشينو.. هل القهوة مفيدة لنا؟ أم للأطباء رأي آخر؟

 بعد أن قطعنا أشواطاً كبيرة عن أجدادنا في طريقة تحضير القهوة بات يتبادر إلى أذهاننا سؤال دائم وهو هل القهوة مفيدة لنا وبإمكانها تحسين مزاجنا فعلاً؟ إليكم الجواب.

الجواب: نعم

كيف ذلك؟ يحتوي الكوب الواحد من القهوة قرابة 90 ملليغرام كافيين ولكن ينصح الأطباء بعدم تناول ما يزيد عن 400 ملليغرام كافيين أي مايتراوح مابين 4إلى 5 أكواب يومياً، أي أن القهوة جيدة لمعظم الناس، ولكن في حالة تناولها باعتدال.

في 2017، توصَّلَت مراجعة كبيرة عن تناول القهوة وصحة الإنسان، نُشرت في مجلة British Medical Journal، إلى أن فوائد القهوة أكثر من مضارها، وبالتالي فهي مفيدةٌ بالعموم.

كما تقول الدراسات إن الذين يتناولون القهوة باعتدال يعانون من نسبٍ أقل من أمراض القلب والأوعية الدموية، وخطر الوفاة المبكرة الناتجة عن جميع مسبباتها، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتة الدماغية، مقارنة بأولئك الذين لا يتناولونها.

ويقول خبراءٌ إن بعض أقوى التأثيرات الوقائية للقهوة قد تكون مع مرض السكري من النوع الثاني، ومرض الشلل الرعاش، وأمراض الكبد مثل تليف الكبد وسرطان الكبد وأمراض الكبد المزمنة.

كما يرتبط تناول حوالي خمسة أكواب من القهوة يومياً، بدلاً من عدم تناول أي منها، بانخفاض خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري بنسبة 30%، وفقاً لتحليل تجميعي لـ 30 دراسة.

الجواب: نعم

كيف ذلك؟ هل تفضل القهوة الداكنة أم الفاتحة؟ الخشنة أم الناعمة؟ البن اليمني أم البرازيلي أم الكولومبي؟ كل هذه الجوانب المختلفة تؤثر على المذاق، ولكنها تؤثر أيضاً على المركبات الموجودة في القهوة.

التحميص مثلاً يقلل من كمية أحماض الكلوروجينيك، ولكن تُشكل في المقابل مركبات أخرى مضادة للأكسدة.

والإسبرسو يحتوي على أعلى تركيز للعديد من المركبات؛ لأنه يحتوي على كمية أقل من الماء مقارنة بالقهوة المخمرة.

بينما تؤثر طريقة تحضير كوب القهوة على مستويات الكوليسترول في الدم، ومن الأمثلة على ذلك القهوة المحضرة بمكبس القهوة الفرنسي، والقهوة الإسكندنافية، والقهوة اليونانية والتركية، وهي من الأنواع الشائعة للتحضير في الشرق الأوسط.

عند سكبها، تستقر الحبيبات غير المصفاة في قاع القدح الصغير مثل الرواسب الطينية، وفي بلادنا العربية، وبشكل تقليدي، عادة ما يدقق كبار السن النظر في هذه الرواسب بعد قلب القدح، اعتقاداً منهم بإمكانية قراءة الطالع بهذه الطريقة، وكأنها كرة بلورية سحرية.

ومع ذلك، فإن الزيت في القهوة المغلية يحتوي على الكافيستول (cafestol) والكاهويل (kahweol)، وهي مركبات تسمى ديتربينات (diterpenes).

وقد ظهر أن هذه المواد ترفع من البروتين الدهني منخفض الكثافة أو ما يعرف بـ LDL، وهو الكوليسترول الضار، ويخفض قليلاً من البروتين الدهني مرتفع الكثافة أو ما يعرف بـ HDL، وهو الكوليسترول من النوع النافع.

بينما إذا كنت تصفي القهوة، فلا توجد مشكلة على الإطلاق، وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل الكوليسترول في الدم، فمن الأفضل التحول إلى أنواع أخرى من القهوة.

مع ذلك، يقول باحثون إنهم لم ييأسوا من أمر القهوة المغلية بعد، فقد يكون التأثير الصحي لمثل هذه الزيادات الصغيرة في الكوليسترول موضع شك، نظراً لأنها لا ترتبط بزيادة في الوفيات الناتجة عن الأمراض القلبية والوعائية.

الجواب: لا

كيف ذلك؟  يحتوي الإسبرسو على أعلى تركيز من الكافيين، فالقدح الواحد الذي يبلغ حجمه حوالي 28 غراماً يحتوي على 70 ملليغراماً من الكافيين، ولكن عادة ما يُستَهلَك الإسبرسو بكمياتٍ أقل.

فعلى سبيل المقارنة، يحتوي الكوب المعتاد لتقديم القهوة المقطرة والذي يبلغ حجمه 340 غراماً على 200 ملليغرام من الكافيين، وهو أكثر مما يتواجد في القهوة الفورية (140 ملليغراماً).

وتحتوي القهوة منزوعة الكافيين على مادة الكافيين، وتقدر بحوالي 8 ملليغرامات ويمكن أن تزيد.

عند شراء القهوة، لن تعرف أبداً ما ستحصل عليه.

ولكن بالنسبة للبعض منا، فإن معرفة مقدار الكافيين الموجود في قهوتنا يمكن أن يكون ذا أهمية خاصة. فربما لاحظت ذلك من قبل. كيف يمكن لأحد أصدقائك تناول أقداح مضاعفة الكمية من الإسبرسو في الساعة 10 مساءً والنوم بعد ذلك بسهولة، بينما تفقد القدرة على النوم بسهولة إذا تناولت كمية أقل منه.

والأمر يرجع إلى فروق فردية وراثية ينتج عنها بطء في عملية التمثيل الغذائي للكافيين.

الجواب: يمكن تسميها اعتياد بدلاً من إدمان.

كيف ذلك؟  تشير الدلائل إلى أنه يمكن أن يكون هناك اعتماد على المشروب، وهو ما يتسبب في حدوث حالة اعتياد على تناول جرعات معينة مع مرور الوقت.

وهو ما يتسبب في أعراض انسحاب في حالة عدم تناولها، وهي تشمل الصداع، والشعور بالتعب، والتهيج العصبي، وصعوبة التركيز، والمزاج الإكتئابي.

في الواقع، يعد الكافيين عقاراً له تأثير نفسي، والقهوة هي أكبر مصدر غذائي له.

فبعد حوالي نصف ساعة من تناول قدح من القهوة، يبدأ الكافيين في العمل، وهو يُمتص بسرعة داخل الجسم. فيحدث انقباض للأوعية الدموية. ويرتفع ضغط الدم.

ويمكن أن تساعد كمية متوسطة من الكافيين في بقائك مستيقظاً، كما تعزز الحالة المزاجية، والطاقة، واليقظة ، والتركيز وحتى الأداء الرياضي. وفي المتوسط​​، يستغرق التمثيل الغذائي لنصف كمية الكافيين من أربع إلى ست ساعات.

بالنسبة لأولئك الذين يتناولون أكثر من 400 ملليغرام من الكافيين يومياً، لا يوجد ما يكفي من الأدلة لتقييم السلامة، وفقاً للإرشادات الغذائية. فالجرعات العالية يمكن أن تؤدي إلى تسمم الكافيين، وهو ما يظهر في صورة ارتجاف، وعصبية، وعدم انتظام ضربات القلب. ويرتبط الكافيين أيضاً بتأخير الوقت الذي تستغرقه للدخول في حالة النوم، والمدة التي تنامها، وجودة النوم.

الجواب: بذار تكون داخل ثمرة البن الحمراء.

توضيح أكثر: داخل ثمرة البن الحمراء توجد اثنتان من حبوب القهوة. وهما ملتصقتان ببعضهما وكلاهما أخضر اللون، أما اللون البني الغني المميز للقهوة فهو يظهر فقط بعد التحميص.

في الواقع، فهي ليست حبوباً على الإطلاق. يقول باتريك براون، أستاذ علوم النبات بجامعة كاليفورنيا في ديفيس: “إنها تشبه الكرز، التي تلتقطها من الشجرة”. لكن على عكس الكرز، فإن البذرة هي الجائزة المرادة، ونتخلص من الثمرة.

بالإضافة إلى الكافيين، فالقهوة هي مشروب داكن يتكون من ألف عنصر كيميائي يمكن أن يكون له تأثيرات علاجية محتملة على الجسم.

أحد هذه المكونات الرئيسية، هو حمض الكلوروجينيك، وهو مادة من متعددات الفينول (Polyphenole) الموجودة في العديد من الفواكه والخضراوات. القهوة هي أيضاً مصدر غذائي جيد لفيتامين B3 والمغنيسيوم والبوتاسيوم.

مع أنواع البن التي يقدر عددها بـ 124 نوعاً، تظل معظم النكهات غير مستغلة؛ وربما ستبقى كذلك إلى الأبد، خاصة أن ما يقدر بنحو 60% منها مهددة بالانقراض إلى حد كبير بسبب تغير المناخ والمرض والآفات وإزالة الغابات.

وما يملأ أكوابنا في المقاهي والمكاتب وفي الرحلات على الطرق هما نوعان فقد:

البن العربي (آرابيكا) والبن القصبي (روبوستا).

آرابيكا تملأ المقاهي المتخصصة، وتكلف أكثر من الروبوستا، وهذه الأخيرة هي التي تغذي القهوة الفورية وبعض أنواع الإسبرسو.

بالرغم من كل الإعجاب المثار حول الآرابيكا، لكن تبقى الحقيقة أنها مجرد بذرة صغيرة ومتجانسة للغاية. تقريباً كل سلالات الآرابيكا في العالم تعود إلى نباتات قليلة من إثيوبيا، وهي مسقط رأس القهوة، أو اليمن.

الجواب: لا يعرف الأطباء الإجابة.

توضيح أكثر: أولئك الذين يضيفون السكر أو الكريمة أو الحليب يتمتعون بنفس الفوائد التي ربطت بالأشخاص الذين يفضلون تناولها سوداء.

لكن صناعة القهوة قد تطورت كثيراً منذ التسعينيات عندما كان كبار السن في الدراسة يدونون تاريخهم الغذائي.

يقول الدكتور لوفتفيلد، كاتب الدراسة الرئيسي في المعهد القومي للسرطان: “كان الأمر في ما سبق يتعلق فقط بملعقة كبيرة من القشدة أو الحليب وملعقة صغيرة من السكر. وهذا، ربما، يختلف تماماً، عن بعض مشروبات القهوة هذه التي نراها في السوق اليوم”.

تعد مشروبات القهوة والشاي المحلاة رابع أكبر مصدر للسكر في الوجبات الغذائية للبالغين، وفقاً لمسح أجرته وزارة الزراعة الأمريكية يشمل المشروبات الشبيهة بالحلويات، مثل مشروب القهوة بالكراميل المجمدة من Dunkin’ Donuts’ والذي يحتوي على 860 سعرة حرارية، و17 غراماً من الدهون المشبعة، و129 غراماً من السكريات الكلية.

ويقول الخبراء إن بعض هذه المشروبات لا علاقة لها بقدح القهوة السوداء الذي نعرفه من الماضي والذي يحتوي على عدد 2 سعر حراري فقط، وهو ما يقلق المسؤولين الصحيين.

الجواب: يعتمد ذلك على أهدافك في الحياة.

توضيح أكثر: إذا كنت تستمتع بكمية معتدلة من مشروبك، فنصيحة الأطباء هي الاستمرار في ما أنت عليه، والاستمتاع بتذوق هذه الرشفات.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى