لايف ستايل

سواء كانت بسبب مديرك السيئ أو مشاكل شخصية.. ما التصرف الصحيح لو أصابتك حالة بكاء في العمل؟

يُمكن أن يمنحك البكاء في
العمل شعوراً بالإحراج وعدم المهنية، لكنّ العديد فعلوا ذلك من قبل. وإليكِ طريقة
العودة إلى طبيعتك بحسب مُدرّبة تواصل.

إذ بكيتِ في العمل اليوم،
فتوقّفي للحظة وخُذي نفساً عميقاً، فكل شيءٍ سيكون على ما يُرام.

ورغم أنّ دموع الموظف ليست
شيئاً مُحرجاً (خاصةً في عصرٍ يتحدّث خلاله المزيد من الناس بانفتاح عن صحتهم
العقلية في مكان العمل)، لكن غالبيتنا يُفضّلون تجنُّب الانهيار أمام زُملاء العمل
إن أمكن.

ولكن إذا شعرتِ بالحرج نتيجة
انهيارك في مكان العمل، فلا تقلقي -أنتِ لستِ بمُفردك. وفي الواقع، يبكي ثمانيةٌ
من أصل كل 10 أشخاص في مكان العمل، بحسب دراسةٍ جديدة من شركة Monster للبحث عن الوظائف.

ووجد الاستبيان الذي شمل
ثلاثة آلاف شخص أنّ 45% من الناس الذين بكوا في العمل قالوا إنّ السبب هو مديرهم
أو زميلهم، في حين قال 15% منهم أنّ السبب كان أعباء العمل، بينما قال 13% إنّهم كانوا
مُستائين من التنمُّر في مكان العمل
. في حين قال 19% منهم إنّهم كانوا مُتضايقين لأسبابٍ شخصية لا علاقة
لها بالعمل.

ويُمكن أن يتحوّل مكان العمل
إلى بيئة شديدة التوتّر، لذا فمن الضروري عدم جلد الذات بسبب ذرف الدموع. ولكن ما
الذي يُمكن فعله على المدى القصير للتعافي من البكاء أثناء العمل؟

أولاً، من الضروري تذكُّر أنّه مهما شعرتِ بالحرج؛ فلن يُحدِث ذلك ضرراً كبيراً على حياتك المهنية. إذ أجرت الصحفية والمديرة التنفيذية السابقة آن كريمر استقصاءً لـ700 شخص من أجل كتابها “Always Personal: Navigating Emotion in the New Workplace“، ووجدت أنّ 41% من النساء (و9% من الرجال) من كافة مستويات الإدارة تعرّضوا لتجربة البكاء في العمل. ولم يشعر أيٌ منهم بأنّ تلك التجربة أحدثت فارقاً في نجاحهم.

ومن أجل الحصول على نصائح
للتعافي بعد الانهيار العاطفي في المكتب؛ استشرنا مُدربة التواصل والكاتبة جوانا
كروس، التي تُدير ورشاً حول الثقة والتواصل للعاملين في كل المجالات بدءاً من
الإعلاميين وحتى مسؤولي مجالس الإدارة.

وتُشاركنا جوانا هنا نصائحها
وحيلها حول كيفية التعافي -والاستعداد- حين نعجز عن تجنُّب الدموع.

هناك العديد من الأسباب غير
المتعلّقة بالعمل التي قد تدفعكِ إلى الشهيق في المكتب. فربما انفصلتِ مؤخراً عن
حبيبك، أو أُصيب أحد أفراد الأسرة بمرضٍ ما، أو دخلتِ في شجارٍ كبير مع صديق.
وربما أصابكِ الحُزن لفقدان شخصٍ عزيز. وفي هذه الحالات، يصير التركيز على الجداول
شبه مُستحيل -وتُضحي الدموع أسهل بكثير.

هل اغرورقت عيناكِ بالدموع في
المكتب نتيجة حدثٍ خارجي؟ تقول جوانا إنّ الخطوة الأولى هي التخفيف عن نفسك.

وقالت: “جميعنا بشر،
ولسنا ورقاً مُقوّى أو إنساناً آلياً يأتي إلى العمل لتأدية وظيفته قبل أن يعود
لحياته الحقيقية بنهاية اليوم. وحتى إن اعتقد المرء أنّه يتظاهر بالشجاعة أو يُخفي
حقيقة أنّه يُعاني مُشكلات في المنزل؛ فسيستطيع الجميع رؤية الحقيقة من بين
الشقوق. والأمر أشبه بجر حقيبةٍ ضخمة على أمل أن لا يُلاحظها أحد”.

ورغم ذلك، حذّرت من أنّنا لا
يجب أن نعتاد الانهيار العصبي في العمل. فإذا اعتدتِ النحيب على “الأشياء
الصغيرة”، فلن يأخذكِ الزملاء على محمل الجد حين يحدث شيء كبير. “يدور
الحديث كثيراً هذه الأيام حول التحلّي بالشجاعة للشعور بالضعف، ولكن في حال كان
الشخص يمتلك تاريخاً من الانهيار في البكاء بانتظام؛ فمن غير المُحتمل أن يستدر
تعاطف الزملاء”.

وإذا كُنتِ تمُرّين بوقتٍ
عصيب وتعتقدين أنّ الدموع قد تنتابكِ خلال ساعات العمل، تقترح جوانا التوجّه إلى
زميلٍ موثوق (يُفضّل أن يكون المُدير) في هدوء لتفسير ما يحدث وجهاً لوجه. ولا
حاجة إلى التعمُّق في التفاصيل، ولكن منح الزميل فكرةً عامة ستُساعده على التفهّم
في حال انهياركِ.

وقالت جوانا: “البكاء في
الصمت، أو المظهر الحزين، سيُثير هلع الزملاء. لكن مهمة التخفيف عنكِ ستزداد
صعوبةً في حال لم يعرفوا سبب المشكلة. فضلاً عن أنّ الناس سيشعرون بالحرج نتيجة
الحزن أو التوتّر الصامت، في حين تزداد قدرتهم على التعامل مع الموقف إذا كانوا
يعرفون الحقائق”.

وفي حال فات أوان التخطيط
المُسبق وانهمرت الدموع بالفعل، امنحي نفسكِ وقتاً مستقطعاً. واستأذني المدير
للخروج والتمشية حول المبنى لـ10 دقائق من أجل تصفية ذهنك. وإذا لم يكُن هذا
الخيار مُتاحاً، فلا عيب في الذهاب إلى دورة المياه والجلوس هناك، مع ممارسة
التنفس العميق لبضع دقائق.

ويُمكن أن يُساعد إغلاق
الهاتف، وتجنّب الشبكات الاجتماعية، على صدّ تأثيرات العالم الخارجي أثناء التواجد
في العمل. ويُمكن لكرةٍ مطاطية تحوي مزيجاً مُنشّطاً من الزيوت الأساسية، مثل
الكرة المطاطية Aromatherapy Associates Inner Strength (بسعر 20 دولاراً تقريباً على موقع libertylondon.com)، أن تُساعد في استعادة التركيز عند الشعور بالغضب.

حين يرن الهاتف على غير
المُتوقّع في منتصف اليوم، يكون الأمر مُرعباً أحياناً بقدر الاتصالات المُفاجئة
بعد مُنتصف الليل. وفي حال حدوث مأساةٍ أو حالة طوارئ صادمة أثناء العمل، تنصح
جوانا بالحديث إلى شخصٍ موثوق عند الانهيار في البكاء.

إذ قالت: “لا يستطيع
أحدٌ التنبُّؤ بردود أفعاله عند استقبال الأخبار السيئة فجأة. وفي حال تكوين
علاقات موثوقة في العمل وسط بيئةٍ داعمة، فسوف يُساعدكِ ذلك بكل تأكّيد”.

وإذا لم تكوني مُقرّبةً من
أيّ شخصٍ في المكتب، فلا تزالين مسؤولةً عن إخبار زميلٍ أو مدير بأبسط الحقائق حول
أسباب شعورك بالغضب المُفاجئ -وخاصةً في حال الاضطرار لمغادرة المكتب دون ترتيبٍ
مُسبق. ربما لن تكوني قادرةً على إخبار الفريق بأكمله، ولكن يجب تنبيه زميل واحد
على الأقل لتطلبي منه تمرير المعلومات إلى الأشخاص المعنيين.

وقالت جوانا: “الحل هو
التواصل بدلاً من ترك المجال مفتوحاً أمام التخمينات. إذ ستكون هناك عواقب على
الآخرين في العمل عند اضطراركِ لمغادرة المكتب. ولن ترغبي في ترك زملائك يتكهنّون
حول ما حدث، لأنّ المسألة ستتحوّل إلى ثرثرة المكتب وقد تُؤثّر على سُمعتكِ
الشخصية”.

هناك أنواعٌ عديدة من المُديرين السيئين، مثل: المُدير المُتنمّر، والمدير المُتهكّم، والمُدير المُتطلِّب.
وإذا كُنتِ محظوظةً بما فيه الكفاية ليكون مُديركِ منهم، فستُدركين أنّ أيّ
مُواجهةٍ حادة معهم ستكون مُحزِنةً للغاية.

إذ ترى جوانا أنّ “أيّ
مُدير يجعلك تبكين بسبب شدة انحطاطه يجب أن يُراجع نفسه. ولكن الأمر يُمكن أن يكون
دلالةً على أنّهم لا يتصرّفون بطريقةٍ ذكيةٍ عاطفياً، وبالتالي لا يرون مدى تأثير
تصرفاتهم في هذا الموقف”.

وتنصح بأن تطلُبي بأسلوبٍ
مُهذب استكمال الحديث في وقتٍ لاحق: “تمنحك الكياسة أرضيةً أخلاقيةً عالية،
لأنّك لا ترغبين في الانحطاط إلى مستواه والرد بعدوانية”.

وبمجرد وصولك إلى مكانٍ
تشعرين فيه بالأمان؛ استجمعي شتات نفسك وابدئي التخطيط للخطوات التالية، وهذا لأنّ
فعل ذلك سيكون صعباً في سخونة الحدث.

والأهم هو أن تُقاومي رغبة
الاعتذار عن كونك “عاطفيةً أكثر من اللازم”، لأنّ ذلك سيزيد ضعف موقفكِ.
وبمجرد أن تحظي بفرصة الهدوء؛ أخبري المدير بأنّ سبب بكائكِ هو اهتمامك بالوظيفة،
وإحباطكِ من وضع الأمور الحالي. إذ وجدت الأبحاث أنّ الموظفين الذين يُشيرون إلى الشغف (بدلاً من العاطفية) على أنّه
سبب بكائهم يُنظَر إليهم على أنّهم أكثر كفاءة، وتزيد أرجحية اختيارهم مُعاونين في
المشاريع التالية. ويُمكن أن يُساعد ذلك في منح التفسير الفوري، إذا رفض المُدير
مُغادرتكِ الغرفة.

ورغم ذلك، من الضروري معرفة
متى يجب أن يفيض الكيل بحسب جوانا: “إذا كان المُدير يمتلك تاريخاً طويلاً من
سوء المُعاملة، فربما يجب أن تُبلغي إدارة الموارد البشرية عن سلوكه، والتي
ستُسجّل ذلك على الأقل من أجل الرجوع إليه مُستقبلاً”. كما يجب الاحتفاظ
بسجلٍ لتلك الوقائع، في حال دعت الحاجة إلى ذكرها في وقتٍ لاحق.

هذا هو السبب الأرجح لنحيبكِ
على المكتب. إذ نبكي عادةً بسبب شعورنا بالعجز، إذ تقول أستاذة الصحة المهنية جيل
كينمان إنّ “الإحباط” هو أكثر الأسباب شيوعاً للبكاء في العمل من وجهة
نظرها. فإذا شعرت بأنّكِ غارقة في أعباء العمل، يصير من السهل أن تغمُركِ مشاعر
اليأس -قبل أن تفيض ينابيع الدموع.

ومن الناحية الفسيولوجية،
تنطلق الدموع العاطفية حين ينتقل نظامك من حالة التوتُّر الشديد إلى مرحلة
التعافي. ونميل إلى التفكير في تلك التحوّلات على أنّها تفريغٌ للطاقة السلبية
-فنقول إنّنا “نُفرِّج عن أنفسنا” أو “ننهار” أو
“نستسلم” مثلاً. ولكن حين نعجز فعلياً عن الاستسلام (لأن التقرير لن
يكتُب نفسه قبل التاسعة صباحاً)؛ يصير البكاء وسيلةً فعّالة لأخذ استراحةٍ من
التحدّي القائم.

إذ تقول جوانا: “يُمكن
للبكاء أن يكون مُسكّناً رائعاً للتوتّر، لذا لا يجب أنّ نُوبِّخ أنفسنا لأنّنا
غضبنا. لكن الهلع، والسماح للعواطف بالسيطرة علينا، قد يُشعِرنا بالإرهاق”.

وتنصح بالتقاط بعض الأنفاس
وتثبيت القدم على الأرض: “تخيُّل الجذور وهي تمتد إلى الأرض سيُساعد في
شعورِك بالارتكاز وتقليل التعاسة”. كما أنّ أقراص Kalms (بسعر 10.66 دولار على
موقع boots.com) هي
علاجٌ مُضاد للقلق بالأعشاب، ويُمكن أن يُساعد في تقليل الشعور بالهلع.

وربما تشعرين بأنّك لا تملكين
لحظةً يُمكن تفويتها، ولكنّك ستشعرين بقوةٍ وصفاء ذهنٍ أكبر إذا منحتِ نفسك
استراحةً قصيرة. احصلي على بعض الهواء النقي، واصنعي كوب شاي، ونفّسي عن غضبك مع
الزملاء -ولا تخشي طلب المساعدة في حال اعتقدتِ أنّكِ لا تستطيعين إنهاء كل شيءٍ
في موعده. إذ تقول جوانا: “يجد بعض الناس صعوبةً في طلب الدعم، رغم أنّ خوض
المعرك بمفردك ومحاولة تنفيذ مهام أكثر من اللازم هي الأسباب التي تُؤدّي إلى
التوتّر في المقام الأول”.

ولكن إذا انهمرت منكِ الدموع
قبل كل موعد تسليم؛ فهذه دلالةٌ على الحاجة إلى إعادة التفكير في طريقة تأدية
عملك. إذ يمُر الكثيرون بأعراض قلقٍ قُرب مواعيد التسليم، ويُمكن لتلك الأعراض أن
تُسبّب الشلل.

وتقول جوانا: “إنّ
تحمُّل المسؤولية عن أفعالك وردود أفعالك هو أمرٌ إيجابي يجب أن تفعليه. إذ يعني
ذلك أنكِ تستطيعين السيطرة على الوضع، وفعل الأمور بطريقةٍ مُختلفة وأكثر إيجابية
في المرة المُقبلة قبل حلول موعد التسليم”.

– هذا الموضوع مترجم عن موقع Stylist البريطاني. 

مويا كروكيت هي مُحرّرةٌ نسائية مُشاركة في موقع Stylist البريطاني، ونائبة رئيس تحرير الرسالة الإخبارية اليومية للموقع عبر البريد الإلكتروني.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى