سيدتي

دون إيذاء بدني أو عصبية.. كيف تتعامل مع طفل صعب المراس؟

“ضربته رغماً عني.. فقدت السيطرة على أعصابي.. لم أستطع تمالك نفسي، ثم ندمت لأني لا أحب أن أفعل معه هذا”. قد تكون الكلمات السابقة شكوى مُتكررة من الأمهات، بسبب الضغط الذي يتعرضن له من أطفالهن، وبالإضافة إلى تأنيب الأم لِذاتها، تجد من يؤنبها ممن حولها ويتهمها بالقسوة على طفلها.

الواقع يقول إن هناك أطفالاً صعاب المراس، هؤلاء الأطفال يحتاجون من الأمهات إلى تعلم طرق واستراتيجيات ناجحة تُمكنهم من التعامل معهم، دون اللجوء إلى الضرب والإيذاء البدني، أو دون الوصول إلى مرحلة فقدان السيطرة وعدم تمالك النفس بسبب العصبية، وهو ما سنتعرف عليه خلال السطور التالية.

هل هناك أوقات يبدو
خلالها طفلكِ يتحداكِ فيها عمداً؟ هل تتلقين ملاحظات متكررة أو مكالمات هاتفية من
المدرسة حول السلوكيات السلبية نفسها التي يُكررها مراراً وتكراراً؟ 

بدافع الإحباط، هل تجدين
نفسكِ ترفعين صوتكِ و تقولين أو تفعلين أشياء تندمين عليها لاحقاً؟

هنا يكون من المهم فهم
سلوك طفلكِ. يمكن أن يكون هدف الطفل من سلوك مُعين هو الحصول على شيء، مثل لفت
انتباهك أو وجبة خفيفة.

قد يقوم الطفل أيضاً بسلوك مُعين بهدف مساعدته على الهروب من فعل شيء صعب حقاً
عليه أو لا يستمتع بالقيام به، رُبما لاحظت هذا عندما تطلبين منه القيام بمهامه،
لكنه يفضل لعب ألعاب الكمبيوتر.

فهم سبب أو الهدف وراء سلوك طفلك يعطيك مساحة لإدارة هذا السلوك والتعامل معه، لكن
الأمور لا تكون بهذه السهولة دوماً.

بصفتك أحد الوالدين، قد
تعتقد أنك تفهم ما يخبرك به سلوك طفلك. ولكن على الرغم من أنك تعرفه جيداً، ستكون
هناك أوقات ترى فيها أنك لا تستطيع التعرّف على هدف طفلك من سلوك مُعين.

هنا تكون الوقاية هي الحل
الأمثل، فأفضل طريقة للتعامل مع السلوك الصعب هي منعه من الحدوث. 

يميل الأطفال إلى فقدان
السيطرة عندما يكونون متعبين. إن التأكد من راحة أطفالك جيداً أو إدراك أنهم
يحتاجون إلى قيلولة أو وقت نوم مبكر يمكن أن يقطع شوطاً طويلاً نحو منع هذا
الانهيار في العشاء. 

أسباب أخرى يفقد الأطفال
سيطرتهم على أنفسهم خلالها: عند الشعور بالجوع أو الملل أو الإحباط، وهي المواقف
التي قد يفقد الكثير من البالغين أعصابهم خلالها أيضاً.

يُمكنك في هذه الحالات استخدام طريقة إعطاء الخيارات، فالأطفال يحبون أن يشعروا أن لديهم بعض السيطرة على حياتهم، قم بتقديم خيارين مقبولين لديك ودع طفلك يختار واحداً منهم.

هناك بعض الاستراتيجيات البسيطة التي يمكن من خلالها إدارة سلوكيات طفلك صعب
المراس، ومنها:

إذا لم يتبع طفلك
التوجيهات، فمن السهل تصديق أنه عنيد أو يتجاهلك عن قصد. ولكن قد يكون سلوكه يتستر
على مشاكل في التذكر أو فهم الاتجاهات.

يمكن التعامل مع هذا
الأمر من خلال:

–      
  احصل على انتباهه وتواصل بصريّاً معه قبل إعطاء التوجيهات.

–      
  أظهِر له ما تريده أن يفعله.

–      
  قم بعمل مخطط أو قائمة صور لتكون بمثابة تذكير بالمطلوب منه.

–      
  قلل من كمية الكلام الذي تستخدمه لطلب شيء معين.

إذا كان طفلك يرفض دوماً
القيام بواجبه المنزلي، فقد تعتقد أنه كسول أو عنيد، ولكنه ربما لا يعرف كيف يبدأ.
ربما لديه مشاكل مع مفهوم الوقت وتأجيل المهام أو لا يستطيع أن يقرر متى يكون عمله
جيداً بما فيه الكفاية.

قد تساعد هذه الأفكار في
جعل وقت الواجب المنزلي أقل صعوبة:

–      
  اطلب منه تحديد هدف للجودة وزمن للقيام بالمهمة المطلوبة منه قبل أن يبدأ.

–      
  اجعله يبدأ في واجبه المنزلي أمامك؛ للتأكد من أنه يفهم ما هو متوقع.

–      
  اضبط مؤقتاً لفترة معينة من الوقت؛ لمساعدته على التعرف على الوقت الذي
تستغرقه الأشياء.

–      
  علِّمه كيف يستخدم مخططاً يومياً أو أسبوعياً أو شهرياً حتى يتمكن من تخطيط
المهام وتواريخ استحقاقها.

–      
  ساعِده على تقسيم المهام طويلة المدى إلى أجزاء أصغر، حتى لا يكون لديه
الكثير ليقوم به في الموعد النهائي.

إذا كان طفلك لا يبدو أنه
يجلس ساكناً الوقت الكافي لإنجاز أي شيء، فمن السهل تصديق أنه صعب المراس، لكنه قد
يحتاج جسدياً للتحرك أكثر من إخوانه أو أخواته، لأن هذه طبيعته الشخصية، إليك بعض
الطرق للمساعدة:

–      
  تأكّد من أن الكرسي وارتفاع المكتب مناسبان له عندما يقوم بالواجبات
المنزلية.

–      
  تأكّد من أن جميع المستلزمات الضرورية في متناول يديه، حتى لا يضطر إلى
القفز لأعلى ولأسفل للحصول على الأشياء التي يحتاجها.

–      
  تأكّد من أنه يعرف ما يُفترض به أن يفعله ومتى يُفترض به أن يُنجز الأمر.

–      
  اخلق له فرصاً مُحددة للتنقل، فمثلاً حدِّد وقتاً يمكنه خلاله التحرك
للحصول على الماء.

إذا لم يسبق لطفلك القيام
بأي شيء إلا إذا كنت تجلس بجواره مباشرة، فمن السهل أن تصدق أنه يريد كامل انتباهك
لإنجاز المطلوب منه. 

ولكنه ربما يكون غير
متأكد من نفسه ولا يريد أن يرتكب خطأ. أو قد يحتاج إلى قليل من المساعدة الإضافية
للحفاظ على تركيزه. هذه النصائح قد تبني الثقة وتزيد من الاستقلال:

– اطلب منه أن يخبرك بما
يعتقد أنه سيكون سهلاً وما سيكون صعباً عليه إنجازه قبل بدء العمل.

–      
كن معه خلال المهمة الأولى لإلقاء نظرة عليه عن قرب ومعرفة ما إذا كان الأمر سهلاً
عليه أم لا.

–      
  شاهده وهو يقوم بالمهمة التالية؛ للتأكد من أنه يفهم حقاً ما يجب القيام
به.

–  اتركه وتحقَّق من
عمله على فترات منتظمة، حتى لا يبتعد كثيراً عن المسار أو يصبح مشتتاً.

اعتماداً على ما يحدث في
حياتك من مُشكلات وضغوط، قد تشعر بأنه لا يمكنك التأقلم مع سلوكيات طفلك المحبطة
لحظةً أخرى. ولكن هذا هو الوقت الذي تحتاج فيه بشدة إلى التزام الهدوء وتجنُّب
صراعات القوة. فيما يلي، بعض النصائح للتواصل:

–      
  خصِّص وقتاً كافياً للتحدث، واستمِع إليه عندما يروي جانبه من القصة.

–      
  اسأله “ماذا يحدث؟” بدلاً من “لماذا تتصرف بهذه
الطريقة؟”.

–      
  اذكر المكافأة التي سيحصل عليها عندما ينتهي بدلاً مما سيحدث له/ العقاب
إذا لم يفعل.

–      
  من خلال ملاحظتك له، قم بتدوين فكرتين أو ثلاث تشعر بأنها قد تساعده على
تحسين أدائه في المرة القادمة، وضعها في مكان يمكنك الرجوع إليه بسهولة.

بالإضافة إلى خصوصية الحالات السابقة، فيما يلي بعض الاستراتيجيات والحلول العامة؛ لمساعدتك على التعامل
مع طفل يبدو أن لديه سمات مزاجية مزعجة:

1- أولاً، تعرَّف على أن
كثيراً من سلوك طفلك يعكس مزاجه.

2- قم بتهيئة مناخ عاطفي
محايد أو موضوعي للتعامل مع طفلك. حاوِل ألا تستجيب بطريقة عاطفية وغريزية، لأن
هذا أمر غير مجدٍ.

3- لا تأخذ سلوك طفلك
بشكل شخصي، فرُبما لا يحاول طفلك أن يكون صعباً أو مزعجاً لا تلمْه على طباعه
الشخصية التي قد تكون ناتجة عن الجينات الوراثية من الأساس ولا دخل له بها.

4- حاول إعطاء الأولوية
للمشكلات المحيطة بطفلك، قد تكون بعض هذه المشكلات أكثر أهمية ويستحق اهتماماً
أكبر، وقد يكون البعض الآخر ليس ذا صلة ويمكن تجاهله.

5-      عندما يفعل طفلك شيئاً صحيحاً، امدحه وعزِّز
السلوكيات المُحددة التي تحبها.

6- ضع في اعتبارك مزاجك
وسلوكك، وكيف يمكن أن تكون صعبة أيضاً. فكِّر كيف قد تحتاج إلى ضبط نفسك قليلاً؛
لتشجيع التوافق بشكل أفضل مع طفلك.

7- توقَّع المواقف
الوشيكة عالية الخطورة، وحاوِل تجنبها أو التقليل منها. اقبل احتمال أن يكون هذا
يوماً صعباً أو ظرفاً سيئاً بشكل مؤقت، وكن مستعداً للاستفادة منه.

8-      اطلب المساعدة المهنية عند الحاجة، سواء من
طبيب الأطفال أو خبير آخر في سلوك الطفل.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى