منوعات

في اتحاد الضرائر قوة.. “عائلة الحاج متولي” يفتح الباب لدراما تعدد الزوجات

في العام 2001، شكّل مسلسل عائلة الحاج متولي لبطله الفنان الراحل نور الشريف حديث الموسم الدرامي الرمضاني.. رجل محافظ ومقتدر يحب النساء، فيتزوج 4 في وقت واحد، ويحاول جاهداً إدارة هذه العائلة المتشعبة إلى جانب تجارته، في حين يدفع ابنه ثمن ضعفه أمام الجنس اللطيف.

لم يكتفِ بعض المشاهدين بالانتقاد؛ إذ قدمت أكثر من 7 جمعيات نسائية مصرية مذكرات إلى رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون، تطالبه بعدم تكرار هذا المسلسل، وتعديل وإضافة بعض الجمل الحوارية، وحذف بعض المشاهد.

وبالفعل تغيّرت 3 مشاهد وأُضيفت جمل حوارية على لسان بطل العمل، والذي يعترف فيه بارتكابه خطأ عندما تزوج أكثر من مرة في الحلقات الأخيرة، وأُلغي المشهد الذي يتزوج فيه ابنه زواجاً ثانياً كي لا يسير على درب أبيه.

بغض النظر عن الجدل والنقاش الذي أثاره مسلسل عائلة الحاج متولي آنذاك، إلا أنه شهد بنجاحه المدوي الانطلاقة الفنية الحقيقية لعدد كبير من النجوم، منهم مصطفى شعبان، في شخصية ابنه الكبير سعيد، وغادة عبدالرازق ورانيا يوسف.

وأصبح نجوم فريق العمل بعد ذلك أبطال أعمال منفردين، جعلتهم من الوجوه التي يترقبها جمهور الدراما الرمضانية كل عام.

تتطور الخطوط الدرامية بطريقة متوازية داخل كل منزل وعلى هوى شخصية الزوجات بطريقة مختلفة وشيقة تشد المتابع، لمعرفة كيف سيتصرف الحاج متولي في تبعات قرارات حياته وتعدد زوجاته، فلكل منهن قصة وحكاية ومشاكل وحلول.

ولعل أكثر ما يميز العمل هو تنوع الشخصيات وظرفها واختلاف طباع الزوجات عن بعضهن البعض.

في الواقع يتزوج الحاج متولي 5 زوجات في الدراما الممتدة على مدى 30 حلقة.

فالزوجة الأولى تتوفى إثر مرض السرطان، فيتزوج ماجدة زكي أو “أمينة”، التي تربي ابنه من زوجته الأولى كونها لا تنجب أولاداً، وتشكل المرجعية النسائية لهذه العائلة الكبيرة بحكمتها وتوصياتها بإرضاء “الحاج متولي” مهما كان الثمن.

أما الزوجة الثانية فهي “نعمة الله” أو “نعمة الفرعة”، التي تجسدها غادة عبدالرازق بشخصيتها المشاكسة والشعبية والعصبية ذات المواقف الكوميدية.

أما الزوجة الرابعة “مديحة”، ولقبها “مديحة توتّر”، فتؤدي دورها سمية الخشاب، مقدمةً شخصية هادئة ولطيفة ومحبة لأبعد الحدود.

والأخيرة تؤدي دورها الفنانة مونيا، التي يتبين أنها كانت تطمع في ثروته المالية فيطلِّقها في نهاية المسلسل إرضاءً لبقية الزوجات، ولكن على طريقته الخاصة.

المسلسل الذي لا يخلو من مناكفات بين الزوجات (وخصوصاً نعمة الله ومديحة) قدم عائلة الحاج متولي على أنها فريق واحد يتّحد في الشدائد والمصائب.

وكان من مبررات الحاج أنه “يعدل” دائماً بين الزوجات والأولاد، فيسمح لنفسه بأن يقدم على الزواج المرة تلو الأخرى، وهو ما أثار الجدل في وقت عرضه ولسنوات من بعده، بل فتح المجال لتقديم مسلسلات رمضانية تحاكي تعدد الزوجات، قدمها نور الشريف لاحقاً في عمل “العطار والسبع بنات” العام 2002، واستكمل مصطفى شعبان هذه القضية في مسلسل “الزوجة الرابعة” في العام 2012.

وخلْف كواليس مسلسل عائلة الحاج متولي الذي شكّل مرحلة جديدة من الإنتاج الدرامي في مصر وقائع وأحداث لا يعرفها المشاهد، كانت ستقدم العمل بصورة مختلفة كلياً عما خرج إلى الجمهور.

نور الشريف لم يكن المرشح الأول للبطولة

إذ كُتب المسلسل بدايةً للفنان الراحل محمود عبدالعزيز، الذي اعتذر عن البطولة بسبب ارتباطه آنذاك بتصوير فيلمي «النمس» و«سوق المتعة».

اعتذارات بالجملة

اعتذرت الفنانة ندى بسيوني عن أداء دور الزوجة مديحة، وقبلها عبلة كامل، التي أدّت الدور بدلاً منها ماجدة زكي.

حتى شخصية نعمة الله الشهيرة كانت من نصيب الفنانة معالي زايد، التي تدخلت في السيناريو الذي كتبه مصطفى محرم.

أما شخصية سعيد التي أحبها الجمهور وتعاطف معها لخسارته حبيبته بسبب طمع والده، فكانت ستكون من نصيب محمد نجاتي.

وأخيراً، اعتذرت الفنانة نادية رشاد عن تأدية شخصية زوجته الأولى زبيدة بعدما صورت عدة مشاهد من العمل، ليستعيض منتجو العمل بالفنانة فادية عبدالغني فيما بعد.

لهذا السبب لم يرَ الجزء الثاني النور

لعل التساؤل الأول الذي يراود الذهن هو: لماذا اكتفى منتجو العمل بجزء واحد رغم النجاح؟

تشير تقارير مصرية إلى أن زوجة الرئيس المصري الراحل حسني مبارك “سوزان مبارك” لم تعجب بفكرة تعدد الزوجات، فطلبت من صفوت الشريف التدخل ومنع كتابة الجزء الثاني.

بعد قيام ثورة 25 يناير، فكّر صناع «عائلة الحاج متولي» في تقديم الجزء الثاني، وأكد الفنان نور الشريف أنه سيتم عرضه في رمضان 2013، ولكن لم يحدث ذلك، ولم يتم الكشف عن أسباب عدم خروجه إلى النور حتى الآن.

يوسف القرضاوي أثنى على العمل

رغم المعارضة النسائية الشديدة للعمل من قِبل الجمعيات وشخصيات بارزة، فإن الشيخ يوسف القرضاوي أكد وقتها أنه شاهد العمل، مثنياً على بطل العمل والمؤلف والمخرج، فهاجمه الجمهور أيضاً.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى