آخر الأخبار

عاصرت إنفلونزا 1918 وحربين عالميتين.. أكبر مسنة بإسبانيا نجت من كورونا: نعاني من تهميش المجتمع لنا

دعت مسنة إسبانية تبلغ من العمر 113 عاماً، واستطاعت التعافي من وباء كورونا، إلى إنشاء نظام عالمي جديد، وذلك بسبب الآلاف الذين لقوا حتفهم بسبب الجائحة وعجز النظام الصحي العالمي عن توفير العلاج المطلوب للمصابين حتى الآن.

وقد خاضت ماريا برانياس، تجربة مريرة للتعافي من فيروس كورونا، حيث أصيبت بالجائحة في يوم عيد ميلادها، وقد وجدت نفسها محاصرة داخل غرفة في دار الرعاية التي تقيم بها في شمال شرق إسبانيا، وتعاني من آثار الفيروس، وفق التقرير الذي نشرته صحيفة The Guardian البريطانية السبت 16 مايو/أيار 2020.

بناء كل شيء: قالت برانياس أكبر الناجين من فيروس كورونا: يجب أن نُعيد بناء كل شيء مرة أخرى وبشكل مختلف”، واصفةً هذا التحول بأنه دين مستحق لمَن لقوا حتفهم في هذه الجائحة. وأضافت: “بالنظر إلى عمري، لن أعيش لأشهد ذلك النظام الجديد على الأرجح. ولكن صدقوني حين أقول إنّنا بحاجٍة إلى نظام جديد”.

فيما احتلت أخبار نجاة برانياس، أكبر شخص عمراً يعيش في إسبانيا من الفيروس عناوين الأخبار حول العالم في الأيام القليلة الماضية؛ متيحةً لحظة من الفرح في واحد من أكثر البلدان تضرراً من الفيروس في العالم. ففي كافة أنحاء إسبانيا، أودى الفيروس بحياة أكثر من 27.5 ألف شخص.

وباء الإنفلونزا: وقد جعل كوفيد-19 برانياس، التي شهدت وباء إنفلونزا عام 1918، وحربين عالميتين وحرب إسبانيا الأهلية، مريضةً لبضعة أيام فقط. لكنها عانت من التأثير الأعمق الذي خلفه الوباء، حيث كشفت عن مجتمع دفع، في رأيها، كبار السن إلى الهامش.

حيث صرحت في مقابلة مع صحيفة The Observer البريطانية، أجريت بمساعدة إحدى بناتها: “لقد كشفت هذه الجائحة أن كبار السن هم المنسيون في مجتمعنا. لقد حاربوا طوال حياتهم، وضحوا بالوقت وبأحلامهم من أجل جودة الحياة اليوم. إنهم لا يستحقون مغادرة العالم بهذه الطريقة”.

دار الرعاية: وإذ تحدثت من دار الرعاية التي عاشت بها لما يقرب من عقدين من الزمن، عرضت برانياس بعض الحلول. حيث قالت: “كأن مَن يختارون منا العيش في دار رعاية قد اختفوا من المجتمع. تحتاج الحكومات إلى الاهتمام بهم وتوفير التمويل والموظفين المؤهلين لدور الرعاية. وقبل كل شيء، تحتاج إلى توفير المزيد من الرعاية الصحية في المنازل”.

فيما وُلدت برانياس في 1907 في الولايات المتحدة، حيث عمل والدها الإسباني صحفياً، وانتقلت إلى إسبانيا عام 1915. ومع اجتياح إنفلونزا عام 1918 كافة أنحاء العالم، قالت روزا موريت، ابنتها، إن والدتها التي كانت تعيش في ضواحي قرية صغيرة في كاتالونيا لم تتأثر بالجائحة على ما يبدو.

أضافت أن والدتها نادراً ما تتحدث عن الماضي، وتابعت: “تقول إنه من الأفضل عدم التفكير في هذه الأشياء. عليك الاستمرار في التطلع إلى المستقبل. وأعتقد أن هذا هو سبب عيشها طويلاً”.

وعند سؤال برانياس عما بعد محاربة فيروس كورونا، أجابت ضاحكة: “حسناً، سأعيش إلى ما يشاء الله”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى