رياضة

ألفونسو ديفيز.. من جحيم مخيمات اللجوء إلى نجومية كرة القدم في ألمانيا

خطف الدولي الكندي صاحب الأصول الليبيرية ألفونسو ديفيز الأنظار، بعد مستواه المميز برفقة بايرن ميونيخ الألماني، ليكون أحد أبرز اكتشافات الموسم الحالي على مستوى أوروبا بشكل عام.

ونال ديفيز (19 عاماً)، إشادات واسعة في الصحافة الألمانية وبين المشجعين عقب ظهوره المميز في المباريات الأخيرة لبايرن ميونيخ، بعد استئناف الـ”بوندسليغا”، التي توقفت لأكثر من شهرين بسبب انتشار فيروس “كورونا المستجد”.

وبرز ديفيز بشكل كبير في مباراة بايرن ميونيخ أمام بروسيا دورتموند في الجولة الثامنة والعشرين من الدوري الألماني، ثم أمام فورتونا دوسلدورف التي انتهت بفوز الفريق البافاري بخمسة أهداف دون رد، كان نصيب اللاعب الشاب منها هدفاً.

Update: @AlphonsoDavies is still fast. ?️⚡ pic.twitter.com/wic8MEfud8

وانضم اللاعب الكندي لصفوف بايرن ميونيخ في شتاء عام 2019 مقابل 16 مليون يورو، قادماً من فانكوفر وايتكابس الكندي في عقد يستمر حتى عام 2025.

منذ البداية أظهر ديفيز أنه صفقة رائعة بكل المقاييس للنادي الـ”بافاري”، خاصة بعد عرضه الرائع خلال فوز الفريق على تشيلسي (3-0) في دوري أبطال أوروبا في فبراير/ شباط الماضي، وهي المباراة التي تعرّف عليه جمهور كرة القدم من خلالها.

واعتبرت وسائل الإعلام، أن هذه المباراة السبب الأكبر في ارتفاع نجومية اللاعب الكندي الشاب داخل قلعة “أليانز أرينا”.

وراء تألق ديفيز مع بايرن ميونيخ تختفي معاناة كبيرة عاشها اللاعب الشاب في طفولته، حيث ولد في أحد مخيمات اللاجئين في غانا عام 2000، بعد هروب والديه من الحرب الأهلية في ليبيريا، التي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف.

وعن ذلك تقول والدته فيكتوريا: “كان علينا عبور الجثث للذهاب والعثور على الطعام، الأمور كانت صعبة للغاية”.

وبعد بلوغه من العمر 5 سنوات، انتقلت عائلة ديفيز إلى كندا، بعدما اجتازت مقابلة لبرنامج إعادة التوطين واستقرت في مدينة إدمونتون.

La situation dans le camp est invivable et l’insécurité règne.
En 2000, les Davies donnent naissance à leur fils, Alphonso, qui passera les premières années de sa vie dans le camp. pic.twitter.com/m2rLLxazzd

شغف ديفيز بكرة القدم اتضح منذ الصغر، بعدما التحق ببرنامج “فوتي” المجاني، وهي مبادرة للأطفال داخل المدينة، الذين لا يستطيعون تحمل رسوم التسجيل في الأندية والأكاديميات.

ولحسن حظ ديفيز، فإن كشافة نادي فانكوفر وايتكابس كانوا متواجدين في ذلك المكان، إذ تم رصده، والتحق بالنادي الكندي في سن 15 عاماً، وحصل على مكان مباشر في الفريق الثاني للنادي.

وبعد شهر واحد، سجل ديفيز أول أهدافه مع الفريق الثاني، وبدا أن مستواه أكبر بكثير من التواجد مع هذه المجموعة، ما دفع إدارة النادي لترفيعه للفريق الأول عقب ذلك بـ5 شهور فقط.

ومع تولي كارل روبنسون تدريب فريق فانكوفر، منح ديفيز الفرصة للظهور في الدوري الأمريكي، ليصبح ثاني أصغر لاعب في المسابقة، بعد فريدي أدو.

وعن ذلك يقول روبنسون، إنه لاعب استثنائي يمكنه الركض طوال اليوم، ولديه وتيرة رائعة، مبيناً أنه يمتاز بالنشاط والحيوية، وهو ما دفعه للموافقة على تواجده ضمن الفريق الأول.

ويضيف: “لقد سئمت دائماً من قصص اللاعبين الذين لديهم موهبة، لكن لم يتم منحهم الفرصة، لهذا كان لابد من إعطائه الفرصة كاملة”.

وعندما بلغ 16 عاماً، نال ديفيز الجنسية الكندية، وأصبح أصغر من يمثل المنتخب الكندي للكبار، ولديه حتى الآن 17 مباراة دولية، و5 أهداف.

Live look at Alphonso Davies.⚡️

?⚪ #BVBFCB 0-0 (35′) pic.twitter.com/CWHb6auQZp

ويبيّن روبنسون، أن ديفيز يمتلك عقلية روبي كين في التعامل مع المواقف داخل الملعب، إلا أنه يملك خصائص كبيرة من غاريث بيل، بحسب وصفه.

ومع سطوع نجوميته واهتمام مانشستر يونايتد، وتشيلسي، وليفربول وبايرن ميونيخ بضمه، وافق اللاعب الكندي على عرض الأخير، ولعب معه هذا الموسم 36 مباراة، سجل فيها ثلاثة أهداف، وصنع 9 أهداف أخرى في جميع المسابقات.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى