رياضة

بعد المحنة الأخيرة.. هل يُجبر غوارديولا على القيام بإحلال وتجديد لإنقاذ السيتي؟

بعد الهزائم الأخيرة التي تعرض لها فريق مانشستر سيتي بطل كل البطولات في إنجلترا بالموسم الماضي، ازدادت الأوضاع سوءاً للمدرب الإسباني بيب غوارديولا خاصة بعد فقدان لاعب آخر في خط الدفاع الذي يعاني من نقص حاد فيه بسبب الإصابة، ليزداد الطين بلة عليه، في انتظار فترة الانتقالات الشتوية المقبلة لعمل عدة صفقات من شأنها أن تعيد الدماء جاريةً في عروق الفريق المتجمد بالفترة الأخيرة، ما يجبره على خوض مرحلة الإحلال والتجديد مبكراً قبل فوات الأوان بنهاية هذا الموسم.

فكان من الصعب أن نحدد أياً من أفراد كتيبة مانشستر يونايتد بدا الأكثر سعادة، ولكن قلة هم من ارتسمت على وجوههم ابتسامة بمثل اتساع ابتسامة السير أليكس فيرغسون الجالس في مقصورة مجلس الإدارة وكبار الزوار، بفوز المان يو بديربي مانشستر في أرض السيتي ملعب الاتحاد بهدفين لهدف.

وبالمثل، فلن يكون هناك أي شخص آخر في استاد الاتحاد مُعد بشكل أفضل من فيرغسون لفهم التحدي الذي يواجهه بيب غوارديولا الآن في مانشستر سيتي؛ وهو إعادة بناء فريق عظيم، لقد عرف الإسكتلندي في وقت سابق من حياته أن اليونايتد كان «كالقطار الذي لا ينتظر أي أحد»، وبما أن غوارديولا يحاول التأقلم مع الهزيمة التي تشير بالتأكيد إلى نهاية حملة السيتي للدفاع عن لقب الدوري.

فمن المحسوس أن الوقت قد حان أخيراً للتحدث مع بعض اللاعبين الذين يستحقون خسارة مراكزهم الأساسية ببساطة إذا أراد الفريق البطل تأكيد هيمنته في الدوري.

ونشرت صحيفة The Telegraph البريطانية تقريراً لها، تقول خلاله بأن هذه ليست ردة فعل آلية وغير محسوبة على تخلف السيتي عن المتصدر ليفربول بفارق 14 نقطة وذلك بعد هزيمته الرابعة في 16 مباراة، ولكنها أمر طبيعي بعد صيف فشل فيه النادي في جلب التعزيزات التي طلبها غوارديولا وحملة دفاع عن اللقب كشفت بالفعل عن عدة نقاط ضعف.

وبالتالي أصبح هناك حاجة ملحة إلى التجديد، داخلياً وخارجياً. إذا كان غوارديولا يعتقد ذلك، فإنه لم يكشف عن ذلك صراحة بعد نتيجة مباراة الديربي.

«نعم، لأنني أحب فريقي» كانت هذه إجابة المدير الفني للسيتي عندما سُئل عما إذا كان لا يزال يشعر أن عملية إعادة البناء غير ضرورية. وأضاف: «لدينا التفاصيل التي نحتاجها للنجاح والعودة للمسار الصحيح، لكن هذا ليس قراري وحدي فقط بل هو قرار النادي أيضاً. لكنني لا أعتقد أننا بحاجة لذلك. أنا أحب لاعبيَّ. أحاول مساعدتهم بأفضل شكل. هذا الموسم لا يمكننا إعادة البناء بالطريقة التي فعلنا بها في الموسم السابق؛ النتائج تتحدث عن نفسها».

مدرب ببراعة نادرة مثل غوارديولا -رغم كل الأموال التي أنفقها- نجح في ترقيع عدة مراكز، ليس أقلها مركز الظهير الأيسر، وذلك خلال فوزه مرتين متتاليتين بلقب الدوري، لكن ما يظهر هذا الموسم حتى الآن هو أن بعض المواهب لم تعد قادرة على تغطية مثل هذه الثغرات.

وحتى إن عاد إيميريك لابورت في وقت أقرب من المتوقع، وهي عودة محتملة في وقت لاحق من الشهر المقبل، إلا أن حاجة الفريق إلى قلب دفاع إضافي لا تخطئها عين. ويظل جون ستونز عالقاً في حلقة مفرغة، فمشاكله المستمرة مع اللياقة البدنية تحرمه من فرصة اللعب بشكل منتظم وهو ما لا يساعده على التخلص من أدائه الضعيف، وبعد التعرض لإصابة أخرى ضد اليونايتد، على المرء أن يتساءل الآن ما إذا كانت أيام المدافع الدولي الإنجليزي معدودة داخل جدران السيتي.

بديله، نيكولاس أوتامندي، رغم تسجيله لهدف في مرمى اليونايتد، لكنه أيضاً يكافح من أجل الفوز والاحتفاظ بثقة غوارديولا، الأمر الذي ترك المدير الفني يعلق آماله على فرناندينهو البالغ من العمر 34 عاماً في مركز قلب الدفاع، لكن منتصف الملعب بحاجة إلى اللاعب البرازيلي.

لدى رودري العديد من السمات الأسلوبية، وقد تعامل مع الانتقال إلى كرة القدم الإنجليزية بشكل أفضل بكثير مما فعله جورجينهو في سنته الأولى في تشيلسي، أو فريد الذي بدأ الآن فقط في الحصول على الفرص الحقيقية في اليونايتد، لكن الإسباني عانى كثيراً في مواجهة المد الهجومي المرتد لليونايتد، بنفس القدر الذي عانى فيه خلال هزائم الفريق أمام نورويتش وولفز.

كانت قدرة فرناندينهو الكبيرة على التحرك والهجوم والتمركز بشكل مناسب هي نقطة محورية في نجاح السيتي، وكانت أزمة كبيرة أن رودري لم يتمكن من تقاسم هذا الدور بفعالية مع البرازيلي خلال الموسم الحالي.

إن المشكلة التي يعاني منها الفريق في مركز الظهير الأيسر تجعل قرار إرجاء التحرك لاستقدام ظهير ليستر، بنيامين شيلويل، في وقت سابق من هذا العام يبدو على نحو متزايد وكأنه خطأ. كانت المباراة ضد اليونايتد أكبر من قدرات أنجيلينو، ولم يقترب بنجامين ميندي حتى من حسم مكان أساسي في هذا المركز، بالإضافة إلى أن عودة أولكسندر زينتشينكو من الإصابة لا يمكن أن تتحقق قريباً. وماذا عن قرار غوارديولا بتجاهل فيل فودن؟

كان هذا من السهل فهمه في الموسمين السابقين، لكن مع تراجع أداء ديفيد سيلفا وبرناردو سيلفا وإيلكاي غوندوغان بشكل ملحوظ، يبدو أنه من العدل أن نتساءل ما الذي يتعين على لاعب خط وسط إنجلترا تحت 21 سنة القيام به للحصول على فرص لعب متواصلة مع فريقه.

وقد رد غوارديولا عن احتمالات أن يرى المشجعون فودين وهو يلعب المزيد من الدقائق: «نعم، ربما. في مباراة بيرنلي (عندما فاز سيتي 4-1) ، لم يطالب أحد (بلعب) فيل واليوم كل الأصوات تطالب بلعب فيل. أنا أقدره كلاعب كرة قدم، ولكن وقته قادم».

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى