منوعات

“ملكة المحيط” البالغة من العمر 50 عاماً تحت أعين الباحثين.. تركيب شريحة تعقُّب لسمكة قرشٍ طولها 5 أمتار

نشرت صحيفة The Times تقريراً عن اصطياد أنثى سمكة قرش يبلغ طولها 5.18 متر، يُعتقد أن عمرها يزيد على 50 عاماً، ووُسمت ببطاقة تعقُّب قبالة ساحل نوفا سكوشا، على يد فريق من الباحثين قالوا إنها واحدة من أكبر أسماك القرش التي رأوها على الإطلاق في شمال غربي المحيط الأطلسي.

السمكة البيضاء الضخمة، التي تزن أكثر من 1.6 طن، اصطيدت ووُسمت ببطاقة تعقُّب، على متن منصة سفينة رفعتها كما لو أنها شاحنة صغيرة في مرآب، ليأخذها فريق من علماء الأحياء البحرية؛ لإجراء فحص.

مع انتشال القرش من الماء، أجرى الباحثون 21 اختباراً وفحصاً منفصلاً “بأسرع ما يمكن”. إذ أجروا فحص الموجات فوق الصوتية، وأخذوا عينات من الدم والجلد والعضلات، وأجروا اختبارات السموم والبكتيريا.

يقول كريس فيشر، مؤسس ورئيس منظمة OCEARCH لأبحاث أسماك القرش التي تَسِمُ الأسماك ببطاقات التعقب وتدرسها منذ عام 2007: “لقد كانت كبيرة مثل أي سمكةٍ تعاملنا معها تقريباً. عملنا مع نحو عشرة أسماك قرش بهذا الحجم في أجزاء أخرى من العالم”، وأضاف أنها كانت كبيرة الحجم لدرجة أنّ ارتفاع زعنفتها قارب الغواص الذي وقف بجانبها على المنصة في الطول.

فيشر، الذي يبلغ من العمر 51 عاماً، أضاف أن سمكة القرش ربما كانت في مثل عمره أو تزيد، مضيفاً أن بالإمكان رؤية كل الندوب التي تجمعت فوق جسمها على مر السنين، كل الجروح التي تعافت، أو الندوب التي أحدثتها الفقمات بينما تأكلها السمكة. تماماً كحيوان يروي لك قصة حياته. ومن المحتمل أن تكون أُماً لأكثر من 30 عاماً.

وُسوم التعقب ستوضح للباحثين مدى عمق سباحة السمكة وتُمكِّنهم من تعقّب تحركاتها، على مدى السنوات الخمس المقبلة. يوضح فيشر أن السمكة قد أُمسك بها بتقنية التبطين اليدوي (الصيد بخط اليد)، ثم أُحضرت إلى المنصة دون وقوع حوادث. وأطلِقَ على السمكة لقب “ملكة المحيط”. وأردف فيشر أن وقوفك بجوار السمكة “يُشعرك بمدى ضآلة حجمك، ولا أعني المكانة، وإنما منظورات الحياة. إذ تفكر في كُنه الرحلة التي خاضتها وطبيعة الأمور التي يجب أن تكون قد مرت بها”.

كما وثَّقت منظمة كريس حالة الانبعاث الواضحة لأسماك القرش الكبيرة في شمال غربي المحيط الأطلسي واحتفت بها، على الرغم من أن الأمر أثار جدلاً في السنوات الأخيرة، على طول الساحل الشمالي الشرقي لأمريكا، بعد هجمات قاتلة لأسماك القرش على سواحل كيب كود وماين. إلا أنّ فيشر يدافع بحجة أن أسماك القرش مُهمة للحفاظ على مخزون الأسماك ضد تجدُّد أعداد الفقمة. ويقول: “سمكة قرش مثلها، هي الوصية على مخزوننا السمكي”.

يُذكر أن سمكة القرش التي أطلقوا عليها اسم نوكومي؛ تيمناً بإحدى الجدات من أساطير سكان أمريكا الأصليين، كانت تهضم عدة فقمات عند اصطيادها. ويؤكد فيشر أن السمكة “سبحت بسرعة وقوة” عندما أُنزلت من منصة السفينة إلى المحيط مرة أخرى. 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى