لايف ستايل

ليس بالضرورة أن يمر بها كل شخص ولكن.. ما هي أزمة منتصف العمر وما الذي يحدث خلالها؟

يُعتقد أن الأشخاص الذين يعانون من أزمة منتصف العمر يعانون من فكرة قرب انتهاء حياتهم واقتراب الموت، لذلك فهم خلال لحظة ما أثناء منتصف العمر، يتخلصون من بعض مسؤولياتهم لصالح بعض الترفيه والمرح، وهذا هو السبب في أن مصطلح «أزمة منتصف العمر» غالباً ما يتسبب في تصور الناس للعلاقات النسائية المُتهورة وشراء السيارات الرياضية.

يُعتقد أيضاً أن الشيخوخة تؤدي إلى الشعور بالاكتئاب والندم والقلق، وأزمة منتصف العمر هي حالة تساعد الناس على الشعور بالشباب مرة أخرى، وتجعلهم يكافحون من أجل التوصل إلى حالة من التصالح  مع حقيقة أن حياتهم قد انتهت، فالاضطرابات العاطفية التي يواجهها بعض الناس خلال منتصف العمر تنطوي على الرغبة في أن تكون شاباً من جديد، وهنا يُمكنك التعرّف عن قرّب أكثر على أزمة منتصف العمر.

بالنسبة للعديد من الأشخاص، تُعدّ مرحلة منتصف العمر وقتاً تتغير فيه العلاقات والأدوار، قد يحتاج بعض الأشخاص إلى بدء رعاية والديهم المتقدمين في العمر أثناء منتصف العمر، قد يُعاني الآخرون من الفراغ العاطفي، أو قد يشعرون كما لو أن أبناءهم المُراهقين يكبرون بسرعة كبيرة.

بالنسبة للأشخاص الآخرين، قد يكون منتصف العمر وقت ندم، قد يندم بعض الأشخاص على عدم اختيار مسار مهني مختلف، أو عدم إنشاء حياة كانوا يحلمون بها في يوم من الأيام، خلال هذا الوقت تصبح عملية الشيخوخة أكثر وضوحاً من أي وقت مضى، قد يُصاب بعض الأفراد بأمراض بينما قد يبدأ آخرون في ملاحظة انخفاض في قدراتهم البدنية.

بالنسبة لبعض الأفراد، قد يكون منتصف العمر هو الوقت الذي ينظرون خلاله إلى الوراء لسنواتهم السابقة، ويتساءلون كيف كانت حياتهم ستختلف لو كانوا قد سلكوا مساراً مختلفاً.

وبالنسبة لأولئك الذين لديهم هدف مُحدد يسعون لإنجازه، قد يكون هناك قدر أقل من التفكير والمزيد من العمل، وبدلاً من إلقاء نظرة على السنوات الماضية، فقد يبدؤون في السعي لتحقيق أهداف أكبر في النصف الثاني من حياتهم.

ليس كل شخص يعاني من أزمة منتصف العمر، في الواقع، تُظهر الدراسات أن أزمة منتصف العمر لا تحدث لجميع الناس في مُختلف أنحاء العالم.

ظهرت فكرة أزمة منتصف العمر في مقالة للمحلل النفسي إليوت جاكيز عام 1965، قبل أن تترسخ سريعاً في الثقافة الشعبية، وعلى الرغم من أن الباحثين في علم النفس لم يجدوا أبداً ظاهرة كهذه عندما بدأوا في التحقق، إلا إن الفكرة نفسها لم تُمح أبداً من الأذهان.

لذلك، يعتقد بعض الباحثين أن فكرة أزمة منتصف العمر هي بناء اجتماعي، وهذا الاعتقاد بأنك من المفترض أن تكون قد واجهت نوعاً ما من الأزمات في الأربعينيات من العمر، هو ما يدفع بعض الناس إلى القول إنهم يعانون من انهيار.

أُجري استطلاع حول أزمة منتصف العمر في الولايات المتحدة الأمريكية لتحديد عدد الأشخاص الذين يعانون من أزمات منتصف العمر، أفاد حوالي 26% من المشاركين بأنهم مرّوا بأزمة منتصف العمر، وأفاد معظم المشاركين أن أزمة منتصف العمر حدثت قبل سن 40 أو بعد 50، وهذا أثار التساؤل حول ما إذا كانت هذه الأزمات مرتبطة فعلياً بانتصاف العمر، حيث إن منتصف العمر عادة ما يكون عند بلوغ 45 عاماً.

من بين كل أربعة أشخاص يقولون إنهم تعرضوا لأزمة منتصف العمر، فإن الغالبية العظمى يقولون إنها نجمت عن تعرضهم لحدث كبير، وليس عن انتصاف العمر، ومن بين العوامل التي أثارت الأزمة تغيرات الحياة مثل الطلاق أو فقدان الوظيفة أو فقدان أحد أفراد الأسرة أو الانتقال من مكان لآخر.

نظراً لأن «أزمة منتصف العمر» ليست تشخيصاً لمرض رسمي، فمن الصعب على الباحثين دراستها، غالباً ما يختلف الباحثون حول العلامات التي تُشكل تحديداً أزمة منتصف العمر.

يعتمد الكثير من البحث على إجابات الأفراد على الأسئلة حول ما إذا كانوا قد عانوا من أزمة منتصف العمر، لكن بطبيعة الحال، فإن ما يُعرّفه شخص ما بأنه أزمة قد لا يكون مُتسقاً مع ما يعتبره شخص آخر «أزمة».

وعلى الرغم من الاعتقاد السائد بأن أزمة منتصف العمر تنطوي على الخوف من الموت أو الرغبة في أن تكون شاباً مرة أخرى، إلا أن المشاعر التي مررت بها أثناء أزمة منتصف العمر قد لا تختلف كثيراً عن الضيق الذي قد يتعرض له شخص ما أثناء أي نوع آخر من أزمات الحياة.

تقول الجمعية الأمريكية للأمراض النفسية إن أزمة منتصف العمر تتضح من «التغيير» الواضح والمفاجئ في السلوك، ومن أمثلة التغييرات السلوكية ما يلي:

إهمال النظافة الشخصية، تغييرات جذرية في عادات النوم، فقدان الوزن أو زيادته، تغييرات واضحة في المزاج مثل زيادة الغضب والتهيج والعصبية والحزن أو القلق، الانسحاب من الروتين المعتاد أو العلاقات القائمة.

تُشير العديد من الدراسات إلى أن السعادة هي على شكل حرف U، يبدأ الانخفاض التدريجي في السعادة خلال أواخر سنوات المراهقة ويستمر حتى يبلغ الفرد الأربعين من العمر، ثم تبدأ السعادة في الازدياد مرة أخرى في الخمسينات.

وقد وجدت بيانات عن نصف مليون أمريكي وأوروبي أن هذه المؤشرات صحيحة، فقد أفاد الأفراد في الستينات من العمر أنهم لم يكونوا أبداً أكثر سعادة، لكن الأشخاص في الأربعينات من العمر شعروا بأنهم في أدنى مستويات سعادتهم على الإطلاق، لكن يبدو أن هذا المنحنى على شكل حرف U غير عالمي، إنه أكثر انتشاراً في الدول ذات الدخل المرتفع، وقد يُفسر الانخفاض التدريجي في السعادة سبب إصابة بعض الأشخاص بأزمة منتصف العمر.

على الرغم من أن البيانات تُشير إلى أن الناس أصبحوا أكثر سعادة مرة أخرى لاحقاً في الحياة، إلا أن هناك اعتقاداً سائداً بأن السعادة تستمر في الانخفاض مع تقدمنا ​​في العمر، لذا، قد يعتقد بعض الأشخاص في منتصف الأربعينات من العمر أن الحياة ستزداد سوءاً، الأمر الذي يُزيد صعوبة أزمة منتصف العمر.

إذا كنت تمر بأزمة منتصف العمر يُمكنك مساعدة نفسك ببعض الخطوات البسيطة، مثل:

– الاعتراف بالأزمة: يمكن أن يساعدك إدراك التغييرات التي تحدث في إيجاد طريقة لتجاوز الأزمة.

– فكر قبل إجراء أي تغييرات جذرية: قبل ترك العمل، أو شراء سيارة باهظة الثمن، أو مغادرة أحد الزوجين، تحدث إلى أفراد العائلة والأصدقاء، في بعض الأحيان، يمكن أن توفر وجهة نظر خارجية تسليط الضوء على أشياء لا تراها.

– تحرك خارج منطقة الراحة الخاصة بك: حاول تجربة نشاط جديد، وزيادة قاعدة المعرفة، والسفر، يمكن أن يساعدك كل هذا على الخروج من مناطق الراحة الخاصة بك.

– التطوع أكثر: يمكن التطوع لمساعدة الآخرين تقديم منظور جديد لمشاكلك الناجمة عن أزمة منتصف العمر، على سبيل المثال، يمكن أن يساعدك العمل مع المشردين أو ضحايا العنف المنزلي في النظر بطريقة مختلفة لأزماتك الخاصة.

– إنشاء أهداف جديدة: اتخاذ خطوات نحو تغييرات إيجابية يمكن أن يجلب طاقة جديدة في الزواج والحياة المهنية، قم بإعداد قائمة بكل ما يجب إنجازه في العام المقبل، وفي السنوات الخمس المقبلة، وفي العشرين عاماً القادمة، تحدث مع المُقربين حول الأهداف الشخصية الجديدة، وكيف يمكن تحقيقها.

– ممارسة وتناول الأطعمة الصحية: دمج التمارين الرياضية في روتين يومي يمكن أن يساعد الأشخاص الذين يعانون من أزمة منتصف العمر، كذلك تشتد الحاجة في هذه المرحلة إلى تناول  الأطعمة الصحية والمكملات الغذائية لزيادة الطاقة.

إذا كنت تشك في أن أحد الأصدقاء أو أحد أفراد الأسرة يواجه أزمة منتصف العمر، فهناك العديد من الأشياء التي يمكنك القيام بها لتكون داعماً، مثل:

– كن مُستمعاً جيداً: اسمح لأحبائك أن يتحدثوا عن محنتهم، استمع بطريقة غير قضائية ولا تتمسك بتقديم المشورة في البداية.

– عبّر عن قلقك: تجنب قول أشياء مثل: «يبدو أنك تعاني من أزمة منتصف العمر.» بدلاً من ذلك، يُمكنك قول شيء مثل، «يبدو عليك التغيير مؤخراً، هل أنت بخير؟»

– تحدث عن أهمية الحصول على المساعدة: شجع الشخص على التحدث مع طبيبه، ضع في اعتبارك أنه قد يكون هناك مشكلة طبية وراء التغييرات التي تراها، مثل اضطرابات  الغدة الدرقية، على سبيل المثال، والتي قد تُسبب تغييراً في المزاج، أو رُبما ما يحدث هو علامات مبكرة للخرف، يمكن للطبيب استبعاد المشكلات الطبية وتحديد ما إذا كان الإحالة إلى أخصائي الصحة العقلية مُبررة.

– احصل على مساعدة لنفسك: إذا رفض شخص قريب منك طلب المساعدة، فاطلب المساعدة لنفسك، يمكن أن يساعدك التحدث إلى أخصائي الصحة العقلية في وضع خطة تسمح لك بالدعم للفرد الآخر مع وضع حدود صحية لك.

– اطلب المساعدة الفورية إذا كان الشخص لديه ميول انتحارية أو إذا كان الشخص يهدد بإيذاء نفسه أو غيره من الأشخاص.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى