آخر الأخبار

سباق مع الزمن.. 3 شركات بباحثين عالميين تسارع لإنتاج لقاح يصد فيروس كورونا المرعب

يعتقد الباحثون الذين يسابقون الزمن لإنتاج لقاح لفيروس كورونا ووهان
أنهم ربما قطعوا أشواطاً كبيرة نحو إيجاد طريقة فعالة للتحصين ضد الفيروس، فيما تتزايد أعداد المصابين بشكل مرعب على مدار الساعة
حول العالم.

3 شركات تسابق الزمن : حسب تقرير صحيفة The Guardian البريطانية تعمل ثلاث شركات أدوية على الأقل، بالإضافة إلى فِرَقٍ من الباحثين حول العالم، على طرق مختلفة لإنتاج لقاح فعال. وتسارعت هذه الجهود بعد أن نشر الأكاديميون الصينيون علانية التسلسل الجيني للفيروس.

إلى جانب المعاهد الوطنية للصحة، أعلن تحالف ابتكارات الاستعداد للأوبئة (Cepi) أنه سيخصص مبلغ 11 مليون دولار لثلاثة برامج تقودها شركتا Inovio Pharmaceuticals و Moderna، وجامعة كوينزلاند، على أمل الحصول على لقاح وإنتاجه خلال 16 أسبوعاً، وذلك على الرغم من أن اختبارات السلامة والفعالية ستستغرق وقتاً أطول.

قالت كيزميكيا كوربيت، الباحثة الرئيسية في فريق المعاهد الوطنية لإنتاج لقاح لفيروس كورونا، إن مجموعتها كانت تركز على بروتينات الحسكة (spike proteins)، وهي بمثابة رؤوس الرماح الخارجة من جسم الفيروس. واعتمد هذا على العمل المنجز أثناء تفشي مرض الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) الذي ظهر لأول مرة في الصين في عام 2001، وهو فيروس تابع لعائلة فيروسات كورونا والذي يعتقد أنه يشابه فيروس كورونا ووهان.

الوفيات حتى الآن: في المقابل ذكر تلفزيون الصين المركزي
نقلاً عن لجنة الصحة الوطنية أن عدد وفيات فيروس كورونا بالصين ارتفع بواقع 46
شخصاً الجمعة ليبلغ 259 في المجمل.

أفادت مدينة ووهان عاصمة هوبي بتسجيل 576 حالة إصابة يوم الجمعة،
فضلاً عن 33 حالة وفاة. ولقي 192 شخصاً حتفهم بالفيروس داخل ووهان.

فيما قالت شبكة سي
إن إن الامريكية
، إن كورونا وصل ما يقارب الـ18 دولة حول العالم.

شكل الفيروس ودخوله الجسم : يبدو الفيروس ككرة مشوهة مغطاة بنتوءات تتسع عند الطرف. هذه هي بروتينات الحسكة، وهي قادرة على الالتحام بمستقبلات موجودة في غشاء الرئة المعروف باسم ACE-2، والتي تسمح للفيروس بدخول الجسم.

قالت كيزميكيا إنه منذ إصدار التسلسل الصيني للفيروس في 10 يناير/كانون الثاني، كان فريقها يعمل على مدار الساعة لإنتاج نسخة مستقرة من البروتين الرئيسي الذي من شأنه أن يحفز الجسم لتخليق أجسام مضادة لمنع دخول الفيروس إلى إليه.

أكملت: «إن فيروسات كورونا عموماً ليست سوى عائلة كبيرة من مسببات الأمراض، ستة منها -والآن أصبحوا سبعة- معدية للبشر. يتشابه سارس مع فيروس كورونا ووهان في 82% من الجينوم بأكمله. ولكن بالنسبة للقاح، فقد كنا مهتمين فقط ببروتينات الحسكة، وهو ما يعادل 70%، لقد نشرنا بالفعل بحثاً عن سارس وميرس (متلازمة الشرق الأوسط التنفسية)، وأظهرنا أنه بإمكاننا خفض بعض الطفرات المستقرة في العمود الفقري لبروتينات الحسكة بعد قيام أحد الزملاء بذلك مع بروتين الحَسَكة لفيروس المخلوي التنفسي».

تابعت أنه: «منذ عام 2017 كنا نبحث في كيفية إعطاء الجسم النوع الصحيح من الحمض النووي الريبوزي الرسول (messenger RNA) الذي يجذب النوع الصحيح من الخلايا لإنتاج النوع المناسب من الأجسام المضادة لإنتاج لقاح فعال. لقد قمنا بهذه التسلسلات على مدار السنوات الثلاث الأخيرة وذلك حتى نصل إلى هذه اللحظة الحالية التي يمكننا فيها اعتماد هذه التقنية بشكل أساسي، ونحن الآن قادرون على إجراء أبحاثنا على أي تسلسل لفيروس كورونا لتطبيق ما وصلنا له».

مشاكل تواجه الباحثين : إحدى المشكلات، على حد قول كيزميكيا، هي أن بروتين الحسكة بفيروس كورونا الجديد هو الأكبر من نوعه الذي يصيب البشر. وقالت: «أحد الأسباب التي تعيق البحث هو أنه كبير للغاية ومرن».

تعتقد كيزميكيا أن العمل السابق المنجز في معهدها وفي الأماكن الأخرى ربما يكون قد خفض الإطار الزمني لإنتاج لقاح فعال. «لا نريد رفع الطموحات والآمال العامة، ولكن الهدف هو القيام بذلك بأسرع ما يمكن، ونحن نعمل ليلاً نهاراً. لقد فقدت 3 كيلوغرامات في الأسابيع الأخيرة!».

كان فريق المعاهد الوطنية للصحة هو من بين العديد من الجهات التي تعمل على إيجاد حلول للمشاكل الأوسع الناتجة عن فيروسات كورونا منذ الظهور الأول لفيروس سارس. وقد لاحظت العديد من الفرق أن عمل على تطوير اللقاح كان سيكون أكثر إنجازاً إذا لم يُفقد البحثي بعد السيطرة على تفشي سارس.

تراخيص المنتج مشكلة أخرى : يضيف بيتر هوتز، الأستاذ بجامعة بايلور في تكساس والذي شارك في أبحاث تصنيع لقاح لفيروس سارس، إن المشكلة لا تكمن في صنع لقاح بل اختبارات الأمان وترخيص المنتج.

أضاف: «لا ينبغي أن يكون من الصعب صنع لقاح ضد فيروس كورونا. نحن نعرف الكثير عن العوامل المرضية له (الآلية البيولوجية) والمستقبلات التي تمثل مسار الفيروس، مستقبلات الفيروس موجودة في خلايا الرئتين وتسمح للفيروس بالتعمق في أنسجة الرئة. ويصاب الأشخاص المرضى بالتهاب رئوي فيروسي حاد ولأسباب لا نفهمها تماماً، فإن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة هم كبار السن، بمن فيهم مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم».

 في الوقت الحالي يضيف هوتز» هناك أربع إلى خمس تقنيات مختلفة يفحصها الباحثون لإنتاج لقاح. المشكلة هي أنه حتى بعد تصنيع اللقاح، لا يزال يتعين عليك إجراء اختبارات السلامة على البشر: التجارب السريرية وكذلك اختبارات السموم الرسمية في الحيوانات. ومن الصعب التسرع في هذه النقطة، فهذه المرحلة هي بمثابة عنق الزجاجة. المشكلة الكبرى هي تشجيع استجابة مناعية توقف الفيروس عن الارتباط بمستقبل المضيف».

حذر هوتز من أنه لا يوجد حلٌّ سحري: «لكل من الطرق المختلفة ميزة وعيوب. لقد كان سارس بمثابة الدعوة للاستيقاظ قبل 20 عاماً تقريباً. ولقد تحسن وضعنا في تطبيق اللوائح الصحية العالمية ومراقبة اكتشاف الأمراض، بلا شك. ولكن حتى مع ذلك، من الصعب توقع ظهور المسببات المرضية الجديدة لكن الشيء الوحيد الذي افتقده العالم هو أنه كان ينبغي لنا أن نكون أكثر وعياً بمخاطر فيروسات كورونا. هذا هو ثالث تفشٍّ في القرن الحادي والعشرين».

يعتقد هوتز أن هناك تحذيراً في هذا. نحن بحاجة إلى إيلاء نفس الاهتمام لفيروسات كورونا مثلما نفعل مع الإنفلونزا. الأمر المأساوي هو أنه بمجرد اختفاء سارس، أصبحت الحماسة لإنتاج لقاح له صفراً. إذا كان مجتمع الصحة العالمي قد تابع عملية صنع اللقاح وأنتجه وخزنه، فربما كان لدينا شيء جاهز لمساعدتنا الآن».

في المقابل توصل أكاديميون من جامعة هونغ كونغ إلى تقديرات تفيد بإصابة أكثر من 75 ألف شخص بفيروس كورونا القاتل الذي ينتشر في الصين، ووصل إلى العديد من الدول حول العالم، وتحدثوا عن معدل مرتفع سيشهده انتشار الفيروس.

ماذا يعني ذلك؟:  هذا الرقم هو أكبر بكثير مما تعلنه السلطات الصينية، التي تقول إن عدد المصابين بالفيروس بلغ حتى الآن 11791 شخصاً، كما أنه يؤكد مزاعم أطباء صينيين شككوا في وقت سابق بالرواية الرسمية، وقال بعضهم إن عدد المصابين بالفيروس وصل إلى 90 ألف شخص. 

تفاصيل البحث العلمي: نشر الأكاديميون بحثهم العلمي الجمعة 31 يناير/كانون الثاني 2020 في دورية The Lancet البريطانية المرموقة، تُقدر المعدل الذي ينتشر فيه الفيروس، بحسب ما ذكره موقع Business Insider الأمريكي.

استخدم الأكاديميون في بحثهم بيانات رسمية عن عدد الإصابات، لحساب ما قالوا إنه نطاق الانتشار الحقيقي للمرض، وهو 100 مرة ضعف الإحصاء الرسمي. 

ما يدعم نتائج التحليل فكرة أن عدد حالات الإصابة عالمياً مرتفعٌ، بما لا يتناسب مع عدد الأشخاص الذين سافروا من مدينة ووهان الصينية إلى دول أخرى.  

كذلك استخدم الأكاديميون الإحصاءات الدولية لتطبيق آلية الهندسة العكسية للوصول لإجمالي عدد الإصابات بين سكان ووهان جميعهم، البالغ عددهم 19 مليون شخص، وقدَّروا أنه اعتباراً من 25 يناير/كانون الثاني وصل عدد حالات الإصابة إلى 75815 شخصاً.   

في ذات السياق، أشارت شبكة CNN الأمريكية إلى أن العدد الإجمالي الرسمي للإصابات في مقاطعة هوبي، التي تضم مدينة ووهان -التي تفشى منها الفيروس- يوم 25 يناير/كانون الثاني وصل إلى 761 شخصاً، وهو ما يمثل بالكاد 1% من العدد الإجمالي الذي توقعه العلماء.

انتشار أكبر للفيروس: توقع الأكاديميون أيضاً أن يتضاعف حجم الفيروس كل 6.4 يوم، وبهذا المنطق سيصل عدد الأشخاص المصابين بالفيروس في ووهان، اعتباراً من يوم الجمعة 31 يناير/كانون الثاني 2020، إلى 151 ألفاً و630 شخصاً.

أشار معدو الدراسة إلى أنهم أخذوا في الحسبان أيضاً تأثير الحجر الصحي الهائل الذي فُرِض على مدينة ووهان والمدن المحيطة منذ الأسبوع الماضي، ومع ذلك، قالوا إن فعالية هذا الحجر الإجمالية ستكون «ضئيلة» بالنظر إلى أنه لوحظ بالفعل وجود كتلة حرجة من الإصابات في العديد من المدن الأخرى.

يُشار إلى أن هذه الورقة البحثية ليست الأولى التي تشير إلى أن الأرقام الرسمية لا تعكس نطاق الانتشار المرض بما يكفي. إذ سبق وأشارت ورقة نشرها معهد Imperial College London، في 17 يناير/كانون الثاني، إلى أن التعداد الرسمي للمصابين أقل بـ 35 مرة من العدد الحقيقي.

نظرة أقرب للفيروس: كورونا عبارة عن عائلة من الفيروسات، غير أن 6 منها فقط تصيب البشر، والفيروس الجديد هو العضو السابع في هذه العائلة القاتلة.

من أعراض الإصابة بالفيروس التهابات في الجهاز التنفسي، وحمى وسعال، وصعوبة في التنفس في الحالات الأكثر شدة، يمكن أن تسبب العدوى الالتهاب الرئوي والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة والفشل الكلوي، وحتى الوفاة، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

كشفت الصين عن الفيروس الغامض لأول مرة، في 12 ديسمبر/كانون الأول 2019، بمدينة ووهان، ويوم الخميس 30 يناير/كانون الثاني 2020، أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ على نطاق دولي، لمواجهة تفشي الفيروس الذي انتشر لاحقاً في عدة بلدان، ما تسبب في حالة رعب سادت العالم أجمع.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى