آخر الأخبار

مظاهرات يناير حاضرة في احتجاجات أمريكا! صور المحتجين الملثمين تُذكّر المصريين بفشل ثورتهم

تُعيد كثير من الصور الصادمة للاضطرابات التي تشهدها أمريكا إلى أذهان المصريين الأحداث المماثلة والصور التي حدثت خلال الـ18 يوماً من الاحتجاجات، التي تُوّجت بخلع الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك في ثورة يناير/كانون الثاني 2011.

فيما تصدّر وسم #BlackLivesMatter (حياة السود مهمة) ووسم مينيسوتا على الصفحات المصرية في مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة، وانتشر شعور بالتضامن مع ما يحدث في أمريكا عبر العالم العربي.

لمحات من الماضي: أشرف خليل، الصحفي الأمريكي ذو الأصول المصرية الذي غطى احتجاجات الربيع العربي وكتب لاحقاً كتاباً، قال تعليقاً على مظاهرات أمريكا: “حسناً، تنتابني الآن حقاً لمحات من الماضي لمصر”، وذلك عندما نشر صورة لمتظاهر أمريكي يرتدي قناعاً ويحمل طبلة ويرفع قبضة يده، وفق تقرير لصحيفة The New York Times الأمريكية.

Ok now I’m really having Egypt flashbacks pic.twitter.com/IIA4gyvUuc

إلى ذلك، فثمة وجه شبهٍ بارز في رد فعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي امتدح مراراً وتكراراً الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي -حتى أنه وصفه مازحاً بـ”ديكتاتوري المفضل”- والذي يبدو الآن، بينما تحرق الاحتجاجات مدن أمريكا، أنه يحرّض على محاكاة روحه، إذا لم تكن محاكاة لطرقه.

مطالب بالعنف: في الأيام الأخيرة طالب ترامب بالعنف ضد الناهبين، بل وأطلق إشارات تحريضية بأن المحتجين يقودهم مخربون، ووصف المحتجين في مكالمة هاتفية الإثنين 1 يونيو/حزيران 2020 بأنهم “إرهابيون”، ونصح حكام الولايات بتنفيذ “العقاب” ضد المحتجين.

حتى في ذروة احتجاجات الربيع العربي في مصر استخدم مبارك لغة ناعمة ونبرة تصالحية، بحسب الكاتبة والناشطة المصرية أهداف سويف، التي اعتُقلت مؤخراً لقيادة احتجاج في شوارع القاهرة. قالت أهداف سويف إن ترامب “نسخة أشد وأكثر ابتذالاً من حكامنا”.

أضافت أن مبارك على الأقل “كان يطلق نكاتاً جيدة”.

وجه الثورة: ومثلما هو الحال مع فلويد، كان وجه الثورة المصرية كذلك ضحية لوحشية الشرطة. في يونيو/حزيران 2010، ألقى ضباط الشرطة القبض على خالد سعيد من مقهى إنترنت في الإسكندرية وأبرحوه ضرباً حتى الموت. وعندما انتشرت صور جثة خالد سعيد المشوهة على مواقع التواصل الاجتماعي انطلقت معها موجة من الغضب، أجبرت على الإطاحة بمبارك من سدة الحكم بعد سبعة أشهر من ذلك.

من جانبه قال الكاتب والسيناريست المصري بلال فضل إنه شعر بإحساس “الديجافو”، أو ما يعرف بسبق الرؤية، عندما شاهد انطلاق المشاعر الصريحة في المدن الأمريكية في الأيام الأخيرة. وأضاف: “إنه دليل على الفشل. ودليل على وجود مجتمع لم يعد يستطيع الحديث عن نفسه”.

في حين يرى بعض المصريين أن الاضطرابات في أمريكا تذكرهم بأحداث غير محببة من الاضطرابات التي عاشتها مصر، ولم تنته إلا عندما تولى الرئيس السيسي. فكتب أحد مؤيدي السيسي على تويتر: “نهبوا المحال وأشعلوا النار في سيارات الشرطة”، مع نشر صورة لبناية محترقة في مينيابوليس. وأضاف: “كل ما يحتاجونه هو نسخة أخرى من معركة الجمل وحرق المجمع العلمي”.

ذكريات قديمة: فيما تُثار لدى البعض ذكريات تعود لعام 2011، يشوبها شعور بالندم والفشل. فلم تؤدِ إطاحة مبارك إلى الحكم القاسي للرئيس السيسي فحسب، بل غيّرت حدود مدى استعداد قوات الأمن للتجاوز في حق المدنيين.

من جانبه قال خالد فهمي، المؤرخ المصري والباحث بجامعة كامبريدج: “كثير من الخطوط الحمراء جرى تجاوزها خلال تلك الفترة. ونحن الآن في وضع لم نكن لنتخيله في أسوأ سنوات مبارك”.

في حين قالت نانسي عقيل، الأستاذة الزائرة في مركز التنمية الديمقراطية وحكم القانون بجامعة ستانفورد، إنه إذا كانت الثورة المصرية ستقدم درساً واحداً إلى المحتجين الأمريكيين فسيكون أنهم بحاجة إلى إبقاء تركيزهم على تغيير النظام.

أوضحت كلامها قائلة: “إنهم بحاجة إلى أن يوضحوا أن هذه مشكلة مع الجهاز الأمني كله، بدلاً من التركيز على حادثة واحدة مروعة. لو علم المصريون ذلك في 2011 لم يكن ليخرج الناس لعناق ضباط الجيش عندما انتشروا في الشوارع، بل كانوا سيدركون في الواقع أن الجيش هو مصدر المشكلة”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى