رياضة

كوتينيو وتوريس وأوين.. 10 نجوم كبار عانوا مع أنديتهم الجديدة وخيبوا آمال الجماهير

 حين يتعاقد أحد الأندية الكبيرة مع أحد النجوم في عالم كرة القدم تغمر الفرحة مشجعي وأنصار الفريق، ويعلو سقف طموحاتهم بتحقيق المزيد من البطولات، لكن سرعان ما يتحول الطموح إلى خيبة أمل كبيرة في حال فشل تلك الصفقة، وعدم ظهور اللاعب الذي فرحوا من أجله بالمستوى المأمول.

كثيرة هي الحالات التي ينطبق عليها ما سبق خلال السنوات الأخيرة، وبات التعاقد مع اللاعبين النجوم بالنسبة للأندية والجماهير على حد سواء كشراء “بطيخة”، لا يُمكن معرفة مدى حلاوة مذاقها إلا بعد فتحها، أما قبل ذلك فلا ينبغي الإفراط في الفرحة أو رفع سقف التوقعات إلى عنان السماء.

في التقرير التالي نستعرض أبرز عشرة نجوم كبار عانوا مع أنديتهم الجديدة وخيّبوا آمال الجماهير التي انتظرت منهم الكثير.

خاض برشلونة مفاوضات ماراثونية مع ليفربول، للظفر بالنجم البرازيلي فيليب كوتينيو، قبل أن تتم الصفقة بشكل رسمي شتاء عام 2018، بعدما دفع النادي الكتالوني مبلغاً ضخماً وصل إلى 145 مليون يورو.

وخلال موسم ونصف الموسم، خاض كوتينيو 76 مباراة في جميع المسابقات برفقة برشلونة، غير أنه لم يسجل سوى 21 هدفاً، وهو رقم أقل بكثير مما كان متوقعاً منه داخل قلعة “كامب نو”.

فشل كوتينيو يتحمل جزءاً كبيراً منه بسبب ضعف شخصيته وعدم استعداده للقتال مع الفريق، لكن في المقابل فإن المدرب السابق لبرشلونة إرنستو فالفيردي يتحمل بعض المسؤولية، كونه لم يمنحه فرصة اللعب في المركز الذي يحبّه اللاعب البرازيلي، خلف المهاجمين.

فقد أشركه تارة في مركز الجناح الأيسر، وأخرى الأيمن، وقلّما اعتمد عليه في خط الوسط الهجومي، ليصل الأمر بجماهير برشلونة لإطلاق صافرات الاستهجان ضده، في موقف من النادر أن تفعله جماهير البارسا مع أحد لاعبيها.

وإزاء ذلك اضطرت إدارة برشلونة لإعارة كوتينيو لبايرن ميونيخ في الصيف الماضي، إذ اكتفى معه بتسجيل 9 أهداف فقط، وقرر بدوره عدم تفعيل بند الشراء النهائي، ما يجعل اللاعب مضطراً للعودة إلى برشلونة، وسط مستقبل مجهول في الموسم المقبل.

انتقال مثير للدهشة كان بطله النجم الأرجنتيني غونزالو هيغواين، حينما قرر الرحيل عن نابولي عام 2016، الذي سجَّل معه وقتها 36 هدفاً في “الكالتشيو”، نحو يوفنتوس، في خطوة كان من المتوقع ألا تكون ناجحة، في ظل عدم تناسب أدائه مع خطط “السيدة العجوز”.

ومع دفع مبلغ 90 مليون يورو لم يكن يوفنتوس سعيداً بأداء اللاعب، في ظل عروضه المخيبة للآمال، ما جعله يعيره لصفوف تشيلسي مرة، وميلان مرة أخرى، دون أن يقرر أحد منهما شراءه بشكل نهائي.

كما رفض المهاجم الأرجنتيني الرحيل، الصيف الماضي، ليبقى مع “اليوفي” هذا الموسم، ويسجل 8 أهداف فقط، في مؤشر يكفي لتأكيد مدى سلبيته مع الفريق.

في عام 2014 قرر آنخيل دي ماريا الانضمام لصفوف مانشستر يونايتد، قادماً من ريال مدريد، وسط توقعات متباينة بأن ينجح في تجربته الجديدة، لاسيما أن الأجواء في الدوري الإنجليزي مختلفة تماماً عن الإسباني.

وبالفعل صدقت التوقعات؛ إذ سجَّل النجم الأرجنتيني 4 أهداف فقط طوال الموسم برفقة “الشياطين الحمر”، وصنع 12 هدفاً آخر في جميع المسابقات، أي أقل من نصف ما فعله مع ريال مدريد في الموسم السابق (سجّل 11 هدفاً وصنع 25 هدفاً آخر)، ليقرر اليونايتد في نهاية الموسم بيعه لصفوف باريس سان جيرمان مقابل 63 مليون يورو، بعدما اشتراه بـ75 مليون يورو.

على غرار هيغواين، حاول توريس خوض تجربة جديدة، في الوقت الذي كان فيه يحقق أرقاماً رائعة برفقة ليفربول، ليقرر في شتاء 2011 الانضمام لتشيلسي.

تجربته مع “البلوز” كانت المسمار الأول في “نعش” مسيرته الكروية، إذ إن هذه التجربة كانت سبباً رئيسياً في اندثار موهبته الهجومية بعد ذلك، بعدما سجل 45 هدفاً فقط خلال 3 مواسم ونصف الموسم، في وقت كان قد أحرز 81 هدفاً خلال نفس الفترة مع ليفربول.

وبعد دفعه مبلغ 58.5 مليون يورو، قرَّر تشيلسي عام 2014 إعارته لميلان، الذي اشتراه بعد نصف موسم مقابل مليون يورو فقط، دون أن يقدم أي شيء يُذكر من أرقامه التي كان يصنعها مع “الريدز”، وحتى عندما عاد لأتلتيكو مدريد وجد “النينو” نفسه ضائعاً، ليكون انتقاله لصفوف “البلوز” السبب الأبرز في خفوت نجوميته.

مع إحرازه 29 هدفاً و11 تمريرة حاسمة في الموسم الأخير له داخل إنتر ميلان، قرر إبراهيموفيتش الموافقة على عرض برشلونة بالانضمام لصفوفه عام 2009، مقابل 69.5 مليون يورو، بالإضافة لحصول الإنتر على الكاميروني صامويل إيتو مجاناً.

التوقعات كانت كبيرة والآمال المعقودة على إبراهيموفيتش ضخمة، إلا أنه فشل في الانسجام داخل قلعة “كامب نو”، رغم إحرازه في موسمه الوحيد مع الفريق 21 هدفاً و13 تمريرة، وهي أرقام ليست سيئة، لكنه عانى من بعض الخلافات مع المدير الفني بيب غوارديولا.

هذا الأمر دفعه للخروج معاراً نحو ميلان في الموسم التالي، والذي اشتراه عام 2011 مقابل 24 مليون يورو فقط، لكن على عكس الآخرين كانت تجربته داخل “البلوغرانا” بمنزلة تحدٍّ شخصي له، إذ عاد “السلطان” أقوى بذلك بكثير سواء مع “الروسونيري”، أو بعده مع باريس سان جيرمان، ثم مانشستر يونايتد، ولوس أنجلوس غالاكسي، ثم ميلان من جديد.

زلاتان لم ينسَ تجربته مع برشلونة، ولا يتوانى عن انتقاد غوارديولا، وفي كتابه الذي أصدره قبل عدة سنوات خصّص جزءاً منه للحديث عن تجربته مع برشلونة، واختصَّ بيب بالحديث قائلاً: “جـئت إلى برشلونة مثل سيارة فيراري، لكن غوارديولا قادني مثل الفيات!”.

يلعب روبينيو حالياً في صفوف باشاك شهير التركي، لكن بالعودة إلى الوراء، وتحديداً عام 2008 كان اللاعب البرازيلي نجماً لامعاً في ريال مدريد، قبل أن يقرر الانتقال إلى مانشستر سيتي مقابل 43 مليون يورو.

ومع خوضه موسماً ونصف الموسم مع السيتي، ظهر فيهما في 53 مباراة، لم يسجل النجم البرازيلي سوى 16 هدفاً، ليعود بعدها إلى معقله من بوابة سانتوس، لكنه فقد موهبته الكبيرة، ولهذا كان انتقاله للسيتي بمثابة النقطة السوداء الأبرز في مسيرته الكروية، التي اندثرت بشكل كبير بعد ذلك، رغم ظهوره بشكل جيد نسبياً مع ميلان خلال الفترة من 2010-2014.

بعد عامين من إحرازه الكرة الذهبية قرَّر النجم الأوكراني عام 2006 خوض تجربة جديدة في مسيرته، بعيداً عن ميلان الذي حقق معه نجاحات كبيرة جعلته أبرز مهاجمي أوروبا، ليرحل إلى تشيلسي مقابل 44 مليون يورو.

وخلال موسمين قضاهما داخل قلعة “ستامفورد بريدج”، أخفق شيفشينكو بشكل واضح في تقديم ما يشفع له بالبقاء، لاسيما أنه أحرز 22 هدفاً فقط، في 77 مباراة لعبها مع “البلوز”، ليعود معاراً إلى ميلان، ثم انتقل مجاناً إلى فريقه الأم دينامو كييف في 2009، ليكون أحد أفشل صفقات تشيلسي في التاريخ.

بعدما صنع لنفسه مكاناً بين كبار نادي ليفربول، قرر أوين المغامرة بالانضمام لصفوف ريال مدريد صيف 2004 مقابل 12 مليون يورو.

ويبدو أن تجربته مع “الملكي” كان الحلقة الأولى في نهاية مسيرته بالملاعب، إذ أحرز مع الفريق 16 هدفاً خلال الموسم، وهو رقم متواضع مقارنة مع ما كان منتظراً منه، ليعود أدراجه سريعاً للدوري الإنجليزي في 2005، لكن من بوابة نيوكاسل مقابل 25 مليون يورو، ليكون الرابح الوحيد من هذه الصفقة هو ريال مدريد.

مع وصوله لسن الـ26 عاماً، كان النجم الأرجنتيني ناضجاً بما يكفي من وجهة نظر السير أليكس فيرغسون، لجلبه إلى مانشستر يونايتد قادماً من لاتسيو، مقابل حوالي 43 مليون يورو، وهو مبلغ قياسي عام 2001.

وبدا أن فيرون سيكون أفضل صفقات اليونايتد، خاصة مع تسجيل لاعب الوسط الارتكاز 3 مرات في أول 7 مباريات، لكن تكرار الإصابات بعد ذلك وعدم انسجامه داخل صفوف “الشياطين الحمر” كتبا نهاية مشواره في 2003، ليرحل إلى تشيلسي مقابل 21.5 مليون يورو، بعدما سجل 11 هدفاً وصنع مثلها خلال موسمين قضاهما برفقة اليونايتد.

أما مع تشيلسي فقد أخفق في استعادة مستواه بشكل واضح، حتى بعد لعبه مع الإنتر في 2004، لم يكن فيرون نفسه الذي تألق مع لاتسيو، ليعض أصابع الندم على تجربته الإنجليزية برمّتها.

منذ رحيل نيمار دا سيلفا لصفوف باريس سان جيرمان عام 2017 مقابل 222 مليون يورو، دفع برشلونة أكثر من ضعف المبلغ في محاولة يائسة منه لإيجاد البديل القادر على تعويضه، إذ كان آخرهم النجم الفرنسي أنطوان غريزمان، الذي ضمه من أتلتيكو مدريد الصيف الماضي مقابل 120 مليون يورو.

ولكن على مدار 41 مباراة وجد غريزمان نفسَه ضائعاً بشكل واضح داخل قلعة “كامب نو”، إذ بالكاد قدّم نصف ما كان يقدّمه مع “الروخي بلانكوس”، بعدما أحرز 14 هدفاً فقط، دون أن تكون له بصمة واضحة حتى الآن، ليخيّب آمال النادي “الكتالوني” بهذا الأداء غير المتوقع منه.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى