آخر الأخبار

قال فرحاً “لقد نجحت قنابلي”! قصة الرجل الذي صنع القنابل الذرية التي دمرت اليابان في الحرب العالمية الثانية

كشف تقرير نشره موقع  Business Insider الأمريكى أن  لورنس جونستون كان الشخص الوحيد الذي شاهد انفجارات القنابل الذرية الكبرى في عام 1945 والتي وضعت نهاية مأساوية للحرب العالمية الثانية  بعد استسلام اليابان وإنهاء الحرب.

فعلى متن قاذفات B-29 Superfortress لتشغيل أدوات قياس قوة التفجيرات النووية الأولى في العالم عمل الشاب  الفيزيائي آنذاك لورنس جونستون الذي وُلد لأبوين يعملان في البعثات التبشيرية في الصين، حيث ساهم بدور رائد في آلية الإطلاق المعقدة للقنبلة الذرية.

إلقاء القنبلة على هيروشيما: وعندما ألقيت القنبلة على هيروشيما في اليابان، في 6 أغسطس/آب عام 1945، كان رد فعله الأول على رؤية الوميض المبهر وسحابة الفطر: “الحمد للرب، لقد نجحت قنابلي”.

كان يدرك تمام الإدراك القوة التدميرية الهائلة والمذبحة التي ستؤدي إليها القنبلة في المدينة، ولكنه -مثل معظم العلماء في لوس ألاموس الذين صنعوا السلاح- اعتبر استخدامه وسيلة مروعة لإنهاء الحرب التي  كانت تتسبب في مقتل أعداد أكبر بكثير.

درس جونستون الفيزياء في كلية لوس أنجلوس المجتمعية وجامعة كاليفورنيا في بيركلي، وحصل على درجة البكالوريوس عام 1940 من بيركلي، التي كانت حينها مركزاً لدراسة التركيب الذري وتحويل المادة إلى طاقة.

وقال روب والاس، من فريق التعليم في متحف الحرب العالمية الثانية، إن جونستون تعرف في بيركلي على العالم اللامع والحائز على جائزة نوبل لويس ألفاريز، الذي أصبح معلمه.

بدء عصر الذرة: وقال جونستون في روايته عن دوره في بدء “عصر الذرة” إنه بعد تخرجه في بيركلي عام 1940 كان يتوقع أن يواصل دراسته هناك للحصول على درجة الدكتوراه تحت إشراف معلمه، غير أن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الإشعاعية استدعى ألفاريز للعمل على رادار الاقتراب الذي يعمل بالتحكم الأرضي.

في حين اُستدعي ألفاريز بعدها إلى لوس ألاموس للعمل مع مجموعة من العقول العظيمة التي جمعها عالم الفيزياء النظرية جي روبرت أوبنهايمر، مدير مشروع مانهاتن.

واستدعى ألفاريز مرة أخرى جونستون ليأتي للعمل معه. وقال عند وصوله إلى صحراء نيو مكسيكو: “لم يكن لديَّ أي فكرة عما كانوا يفعلونه عدا أنه لا بد أن يكون شيئاً مهماً للجهود الحربية”.

العمل على مفجِّرات: قال جونستون إن ألفاريز “كلفني بالعمل على مفجّرات”، في محاولة لابتكار انبجار (انفجار نحو الداخل) دقيق التوقيت لمتفجرات تقليدية من شأنها إطلاق نواة القنبلة الذرية وبدء التفاعل المتسلسل.

وقد توصل إلى ما يسمى بـ “مفجرات سلك قنطرة التفجير”، وهي عبارة عن سلسلة من 32 مفجراً حول النواة تنفجر في غضون أجزاء من الثانية واحداً تلو الآخر. وقال جونستون إن مبادئ مفجرات سلك قنطرة التفجير استخدمت من حينها في الوسائد الهوائية للسيارات.

أول قنبلة ذرية في العالم: وفي الساعات الأولى من صباح يوم 16 يوليو/تموز عام 1945، رُفعت أول قنبلة ذرية في العالم فوق برج في ما كان يُعرف آنذاك بمنطقة Alamogordo Bombing and Gunnery Range التابعة للقوات الجوية الأمريكية، التي أصبحت الآن جزءاً من منطقة White Sands  Missile Range، لتجربتها في الاختبار الذي أطلق عليه أوبنهايمر اسم “ترينيتي”.

فيما لجأ أوبنهايمر إلى مخبأ على بُعد حوالي 8 كيلومترات وأمر جميع الآخرين بخلاف قلة مختارة بأن يبتعدوا بحوالي 40 كيلومتراً على الأقل وكذلك جونستون وألفاريز. ولم يعرف أحد على وجه اليقين مدى قوة الانفجار.

غضب بسبب الانفجار: وقال جونستون إن ألفاريز شعر “بغضب هائل من ذلك”. وأقنع أوبنهايمر بالسماح له بتولي قيادة طائرة B-29 وأخذ جونستون معه لتشغيل أدوات تقيس قوة الانفجار.

وقال: “شاهدنا هذا الوميض الهائل، ثم رأينا هذا العمود يرتفع، أول سحابة عيش غراب. وطورتُ جميع معدات التسجيل التي سجلت موجة الضغط”. ثم انطلقا إلى جزيرة تينيان في جزر ماريانا الشمالية للاستعداد لقصف هيروشيما وناغازاكي.

وكانا على متن طائرة B-29 تسمى “Grand Artiste” حلقت إلى جانب طائرة B-29 التي تسمى “Enola Gay” والتي أسقطت القنبلة الذرية “الولد الصغير” على هيروشيما في 6 أغسطس/آب عام 1945.

ثم صعد جونستون مرة أخرى إلى الطائرة Grand Artiste عندما أُسقطت قنبلة ذرية أخرى تسمى “الرجل البدين” على ناغازاكي في 9 أغسطس/آب، لكن ألفاريز لم يشارك في تلك الرحلة.

يقول جونستون: “قال لي ألفاريز: ستكون الوحيد الذي يشهد انفجار القنابل الذرية الثلاث”. وأشعرني ذلك بسعادة بالغة”.

في حين عاد جونستون إلى الولايات المتحدة وأكمل رسالة الدكتوراه. وحصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء عام 1950. وأصبح أستاذاً مشاركاً في جامعة مينيسوتا في مينيابوليس، وعمل بعدها رئيساً لقسم الإلكترونيات في مركز ستانفورد SLAC.

ثم عمل أستاذاً في جامعة أيداهو في مدينة موسكو بولاية أيداهو حتى تقاعده. وتوفي في ولاية أيداهو عام 2011.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى