منوعات

مدينة إيطالية أخرى تبيع عشرات المنازل مقابل دولار واحد للمنزل، لكن بشرط واحد!

تعرض مدينة بيساتشا الفاتنة، الواقعة جنوب إقليم كامبانيا 90 منزلاً متهالكاً للبيع مقابل دولار واحدٍ فقط، لتحذو بذلك حذو مدنٍ أخرى على امتداد إيطاليا، تحاول إنقاذ المجتمعات المحتضرة بتحفيز الناس على الانتقال إليها. 

لكن المدينة،
وفق ما ذكرته شبكة CNN الأمريكية، الإثنين 20 يناير/كانون الثاني 2020، وضعت شرطاً يتمثل في
أن يجلب المشترون معهم أساليب حياتهم القديمة، إذ تشجع العائلات أو مجموعات
الأصدقاء على شراء عدة ملكيات معاً.

بعكس المدن
والقرى الأخرى التي تقدم عروضاً للمشترين الذين ينفذون تجديدات فردية سريعة
لمبانيهم، يقول مسؤولو مدينة بيساتشا إن هندستها المعمارية المتشابكة تفسح المجال
أمام المزيد من المشاريع التشاركية.

يقول نائب رئيس
البلدية فرانشيسكو تارتاليا لشبكة CNN: «إننا نواجه
موقفاً خاصاً جداً هنا، تمتد المنطقة المهجورة عبر غالبية الجزء القديم من
المدينة. تتشابك البيوت المهجورة معاً، الواحد تلو الآخر، على امتداد الطريق نفسه.
حتى إن بعضها يتشارك نفس المدخل».

كما يتابع:
«لهذا السبب نرحب بالعائلات، ومجموعات الأصدقاء، والأقارب، والمعارف، أو
المستثمرين لينضموا إلينا. نشجعهم على شراء أكثر من منزلٍ ليكون لهم دورٌ
ولينفتحوا على حياةٍ جديدةٍ».

كما هو معتادٌ
في صفقات عروض بيع المنازل الإيطالية، فإن من المفترض أن يلتزم المشترون بتجديد
ملكياتهم التي اشتروها لتوّهم، لكن بعكس بقية المدن فلا يوجد هنا حدٌّ أدنى معلنٌ
للاستثمار، ولا جدولٌ زمنيٌّ محددٌ لإتمام أعمال التجديد. 

يكمن المكسب
الحقيقي للمدينة هنا في أن السلطات المحلية تملك كل المنازل المهجورة منذ سنواتٍ
طويلةٍ، بعد أن تركها مالكوها ونزحوا لمدنٍ أخرى بحثاً عن مستقبلٍ أفضل. في أغلب
المدن الإيطالية التي كانت تبيع بيوتاً مقابل يورو واحد، كان نقل الملكيات يتضمن
أحياناً تعاملات شائكة مع الملاك الأصليين.

يقول تارتاليا:
«يمثل ذلك ضمانة على أن عملية نقل الملكيات ستكون سريعة وسلسة؛ إذ لن نحتاج
لتتبع ورثة الملاك القدامى، ولن نتورط في مشكلاتٍ مع أي طرفٍ ثالثٍ».

تعد مدينة
بيساتشا بقعةً هادئةً بموقعها الكائن فوق هضبتين منحدرتين بسلاسةٍ تحيط بهما غابةٌ
منخفضةً.

لكن المدينة
التي كانت يوماً مركزاً إقطاعياً مزدهراً مشهوراً بصناعة الصوف والحرفيين المهرة
ضربتها الهجرة في الصميم. وعجلت سلسلةٌ من الزلازل، آخرها وقع عام 1980، بتخلي
أبناؤها عنها.

يقول تارتاليا:
«لُقبت بيساتشا بالمدينة الأنيقة؛ لأن أهلها لطالما كانوا برغم الصعاب
محترمين، ومضيافين، ومجتهدين، ومرنين. هنا سيُدلل القادمون الجدد وسيُعتنى بهم.
إننا نريد لهذا المكان أن يتألق من جديد».

كما للسكان
المحليين سمعةٌ لكونهم ودودين ومحبين للمرح، إذ يحبون إطلاق الأسماء الظريفة على
بعضهم، وتكون هذه الأسماء مستوحاة من خصال الشخص ولزماته.

لكنهم معروفون
كذلك بحماستهم، إذ ينحدر أهل المدينة من قبائل السامنيت الإيطالية التي سكنت
التلال المحيطة بالمدينة، والتي قاتلت الإمبراطورية الرومانية ببسالةٍ قبل أن تخضع
لها. وتقول الأسطورة إن مدينة بيساتشا قد بُنيت على أنقاض مدينة روميليا الأسطورية
القديمة.

يرجع بعضٌ مِن
جاذبية بيساتشا الأصيلة إلى الأجواء الغريبة للمواقع المهجورة التي تقع بجوار
الأجزاء النابضة بالحياة من البلدة والمليئة بالمتاجر والعائلات.

تقع المساكن
القديمة والمهجورة للمزارعين والرعاة، المبنية من جدرانٍ سميكةٍ ضخمة الأحجار، في
المركز التاريخي للمدينة، متشابكةً معاً عند سفح القلعة التي ترجع للقرون الوسطى.

فقد نما العشب
الكثيف على الأبواب المخلوعة، والسلالم الصدئة، والنوافذ المكسورة. ولا يزال
بإمكانك أن تجد الأغراض المنسية والمطابخ المحطمة داخل الغرف المكدسة بأكوام
الحطام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى